دبت الحياة في جنبات المشاعر المقدسة عرفات، مزدلفة ومنى يوم أمس من جديد بعد ان انتشر مئات عمال الصيانة من مهندسين وفنيين، توافدوا منذ الصباح الباكر لإنجاز أعمال الصيانة استعدادا لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. وقد بدا بالأمس مشعر منى بجباله الشاهقة في مشهد مختلف حيث تواجد عمال شركات الصيانة التابعة للجهات الحكومية ذات العلاقة بالمواقع الخدمية، عقب مغادرة أكثر من مليوني حاج أدوا الفريضة العام الماضي، وبددت أصوات الرافعات والمعدات الثقيلة الصمت الذي خيم على هذه البقاع الطاهرة زمنا طويلا، حيث بدأت في أعمال الصيانة تمهيدا لإعادة المخيمات والمرافق لسابق عهدها، وتجهيزها لاستقبال ضيوف الرحمن. «عكاظ» كانت هناك ترصد عودة إيقاع الحياة والخطوات الأولى في المرحلة النهائية من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتيسير أداء الفريضة. عبدالمنعم عبدالسلام، أحد المشرفين، تحدث لـ «عكاظ» موضحا أن أعمال الصيانة في المخيمات تتم من خلال استبدال التالف من قطع القماش الجانبية للخيام، والتأكد من الهياكل الحديدية لكل خيمة، وضمان سلامة فتحات الضوء وتجديد الهواء التي تعلوها، وإعادة تأهيل أجهزة التكييف ومكائن ومراوح شفط الغازات والأبخرة السامة وأجهزة استشعار مكافحة الحرائق، إضافة إلى التدقيق في توصيل شبكة مواسير المياه والكهرباء. وفي الجانب الآخر من منى بدت فرق صيانة مشارب الماء المنتشرة من عرفات الى منى مرورا بمزدلفة في المرحلة الأخيرة. عن هذا الواقع تحدث لـ «عكاظ» أحمد حلمي قائلا «بدأت أعمال الصيانة في مشارب الماء منذ فترة، وجرت العادة أن نبدأ بعد الانتهاء من موسم الحج وخروج الحجاج من المشاعر، في اعمال الصيانة، ونحن الان في المراحل الأخيرة من صيانة المشارب بدءا من عرفة ثم مزدلفة وانتهاء بمشعر منى، وهناك 15 ألف مشربة في كل منها 6 صنابير للماء العذب». وأوضح حلمي أنه سيتم إطلاق الماء في هذه المشارب في 14 ذو القعدة المقبل. وعلى جسر الجمرات في مشعر منى انتشر عشرات العمال لترجمة عصارة دراسات وأفكار الاختصاصيين على أرض الواقع في ما يتعلق بإعادة تخطيط الطرق المؤدية الى أدوار الجسر العلوية.