يلتهب صراع الصدارة بين فريقي الهلال والنصر في آخر مواجهات دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين قبل توقفه اليوم، ويختتمان الجولة السادسة الدوري حين يقابلان كل من الرائد والعروبة في الرياض والجوف، إلى جانب مواجهة خاصة بين الاتفاق الذي يأمل العودة لمستواه المعهود والشباب الباحث عن تصحيح أوضاعة لتعزيز فرص المنافسة. ويسعى الهلال إلى استثمار حالة عدم الاتزان التي تمر بضيفه فريق الرائد للمحافظة على صدارته حين يلاعبه على استاد الملك فهد الدولي، وتعويض تعادله مع فريق الأهلي في قمة الجولة الخامسة بهدف لمثله ليرفع رصيده إلى «13» نقطة حافظ بها على تصدره لفرق الدوري وبفارق الأهداف عن وصيفه فريق النصر نالها بأربع انتصارات وتعادل وحيد، وهذا ما يعني وصول أهمية المقابلة لذروتها بالنسبة للفريق الهلالي الذي يرفع مدربه الوطني سامي الجابر شعار الفوز وحدة والعمل على إبطال أي مفاجأة يخطط لها أبناء بريده للإطاحة بفريقه، وذلك من خلال العطاء الجاد لكسب العلامات كاملة بشعار احترام الفريق المنافس وعدم الاستهانة بإمكانياته، فلاعبي الرائد يهمهم خطف نقاط المنازلة لتحسين وضعهم فلذا لن يكونوا صيدا سهلا للجابر وفرقته وخاصة مع توقع أن يتبع مدرب الرائد طريقة تحفظية يؤمن بها مرماه ما سيزيد من صعوبة لاعبي الهلال للوصول لمرمى ضيفه، وهذا ما دعا الجابر إلى السعي لإيجاد حلول هجومية لفريقه والتي عمل على تطبيقها في التدريبات الأخيرة من خلال التركيز على الأطراف ولعب الكرات العرضية للمهاجمين لاستثمار قدرة ناصر الشمراني على استغلال الفرص المتاحة وبراعة لاعبي خط وسطه في صناعة اللعب وإكمال الهجمات وإن كان تغيب سالم الدوسري بداعي الإصابة سيترك تأثيرا واضحا على الوسط الهلالي. بينما يجاهد لاعبو فريق الرائد من أجل تخطي حاجز النتائج المخيبة للآمال وبالتالي تجاوز مناطق الخطر التي تحيط بفريقهم، برغم الاستقطابات التي أضيفت لصفوفه تلك النتائج السلبية التي أوقعتهم في المرتبة الثانية عشر برصيد أربع نقاط نالوها بفوز وحيد على فريق الاتفاق وتعادل سلبي بطعم الخسارة في الجولة السابقة مع فريق النهضة، بينما حمل سجله ثلاث خسائر من فرق نجران و الشباب والنصر ليحل في هذا المركز وبفارق الأهداف عن الفريق الاتفاقي، ويدرك مدربه الجزائري نور الدين بن زكري صعوبة مهمة لاعبيه وهم يلاقون فريقا يفوقهم عدة وعتادا ويلعب بين أنصاره، ما سيجبره على تأمين مناطق فريقه الخلفية وتكثيف منطقة الوسط مع مطالبته لاعبيه بالضغط على اللاعب الهلالي المستحوذ على الكرة وعدم منحه الوقت للتفكير في التصرف بالكرة ما سيعرض شباكهم لخطر الزلزال ورفاقه. ترقب الفرصة وفي الجوف وتحديدا على ساحة ملعب نادي العروبة يخشى الوصيف فريق النصر من الوقوع في فخ مستضيفه فريق العروبة برغم الترشيحات التي تصب في خانته، نظرا لفارق الإمكانيات والطموحات التي تفصله عن مستضيفه الصاعد حديثا لدوري عبد اللطيف جميل. وكان فريق العروبة قد عاد من الأحساء محملا بنقطة ثمينة نالها من بطل المسابقة السابق فريق الفتح بعد أن أجبره على التعادل السلبي معه ليتقدم للمرتبة العاشرة برصيد عشر نقاط، ويسعى مدربه التونسي جميل بلقاسم وبقوة إلى إيقاف الانطلاقة النصراوية ومحاولة الخروج من مواجهته ولو بالتعادل الذي سيكون بطعم الانتصار من خلال رسم طريقة تميل للنواحي الدفاعية، وإقفال الطرق المؤدية لمرماه يسنده في ذلك تعود لاعبيه على ملعبهم مع اللجوء للغارات المرتدة. بينما تتصاعد حدة الأهمية لهذا اللقاء لدى فريق النصر في حال رغبة مدربه الأرجواني جوزيه كارينو ولاعبيه في الاستمرار على نتائجهم الجيدة والتي أهلتهم للتربع في وصافة الترتيب العام وبفارق الأهداف عن المتصدر الفريق الهلالي، بعد أن نجح لاعبيه بتخطي فريق الشعلة في الجولة السابقة بهدفين نظيفة جاءت عن طريق محترفه البرازيلي باستوس ليرتفع رصيد النصر إلى «13» نقطة تحصل عليها بأربع انتصارات وتعادل وحيد مع الفريق الأهلاوي، ويهم لاعبوا النصر مع مدربهم المحافظة على عطائاتهم ونتائجهم الإيجابية وخلو سجلهم من الخسائر وقوة دفاعات الفريق، حيث لم تستقبل شباكه سوى هدف فريق النهضة الوحيد من خلال السعي الجاد لتخطي عقبة فريق العروبة الصعبة على أمل تعثر المتصدر الفريق الهلالي، وهذا ما يؤكد عدم تفريطهم في نقاط هذه المقابلة وعزمهم على كسبها مهما كلف الثمن مستثمرين عوامل تفوقهم وارتفاع روحهم المعنوية بما حققوه من نتائج إيجابية في الجولات السابقة بالرغم من دخولهم للمنازلة بعيدا عن قواعدهم، ولكنهم يدركون صعوبة منافسهم وخاصة حينما يلعب داخل دياره، ما يتوجب عليهم احترامه وأخذ الحيطة والحذر من غاراته المرتدة والتي قد تكلفهم الكثير. التصحيح والعودة وفي مواجهة الظروف المتشابهة يحل فريق الشباب ضيفا على فريق الاتفاق في المقابلة التي يشهدها استاد الأمير محمد بن فهد بالدمام والتي تعد جواز مرور الفريقين للعودة وتعويض جماهيرهما عن نتائجهما السلبية في الجولات السابقة، ولعل ظروف الفريقين المتشابهة هي سمة هذه المقابلة بعد أن قررت إدارتا الناديين إبعاد مدربيهما الألماني ثيو بوكير الاتفاقي والبلجيكي برودوم الشبابي وإسناد الأمور الفنية لمدربين من داخل الدارين بحثا عن تحسن النتائج، حيث كلفت الإدارة الاتفاقية مدرب الفريق الأولمبي الروماني ايسبي تيودور في محاولة منها لإعادة هيبة فريقها المفقودة، بعد أن واصل مسلسل النتائج السلبية ليتراجع فارس الدهناء إلى المركز الحادي عشر وبفارق الأهداف عن الرائد، حيث جمع في رصيده أربع نقاط حصل عليها بفوز وتعادل وثلاث خسائر كان آخرها على يد فريق نجران بهدف دون رد، ويقاتل مدربهم تيودور من أجل إعادة التوازن لفريقه عن طريق بوابة الليوث لتحسين موقعه في سلم الترتيب العام، ولكنه يدرك قوة منافسه وعزم لاعبيه على كسب المقابلة طلبا للعودة لجادة المنافسة، وهذا ما سيجبره على التوازن في أداء فريقه سعيا لتحقيق نتيجة إيجابية مستثمرا عاملي الأرض والجماهير ورغبة لاعبي الاتفاق في تأكيد عودتهم وحضورهم على الساحة . في المقابل ينطبق الحال ذاتية على الفريق الشبابي والذي اضطرت إدارته لتعيين المدرب البلجيكي ايميلو فيريرا بديلا لمواطنه برودوم سعيا منها لإيقاف سلبية النتائج السابقة ولكن الفريق خرج بقيادته بتعادل سلبي مع فريق الفيصلي في الجولة الخامسة ليتراجع ترتيبه إلى المركز السادس برصيد ثمان نقاط بفوزين وتعادلين وخسارة، وتعني هذه المنازلة الشئ الكثير لأنصار الليث فكسب نقاطها سيقربه إلى المنافسة في ظل التقارب النقطي بين فرق الدوري، بينما الخسارة ستزيد معاناة الشبابيين وربما تدخلهم في نفق مظلم ما يعني حرص فيريرا على العودة بنقاطها إلى الرياض من أجل استعادة نغمة الانتصارات ومد يد المصالحة للجماهير الشبابية، معتمدا على تنويع الهجمات مع التركيز على الأطراف لاستثمار إجادة مهاجمه نايف هزازي التعامل مع الكرات الهوائية، بالإضافة إلى مطالبة لاعبي خط وسطه بالتسديد من خارج المنطقة.