×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمانة الشرقية تفتتح غدًا  23 حديقة جديدة بحاضرة الدمام     / إضافة أولى واخيرة

صورة الخبر

يبدو أننا سنظل ولأمد غير قريب في حالة دفاع عن الإسلام بسبب النيران التي تشعلها أياد محسوبة على ديننا، فمن المفارقات التي لا تدعونا إلى بذل كثير من الجهد كي نربأ بأنفسنا عن تلك الأعمال الإرهابية هي أننا ما زلنا نكتوي بتلك النيران. يجب أن نعترف بأن هناك بونا شاسعا بين ثقافتنا كمجتمعات شرقية لا ندع حرية للرأي أو حرية للتعبير دون ضوابط موضوعية تؤكد على الحق في التعبير ضمن معايير منضبطة تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا بل مع مبادئنا الإسلامية، بعكس المجتمـع الغربي فهو ينظر إلى حرية التعبير والرأي بآليات ومعايير فيها كثير من الانفتاح الذي قد لا يتوافق معنا – نحن الشرقيون-. هذا ما يوقعنا أمام ما يشبه صدام الثقافات، وقد حدث هذا الصدام بل وتكرر في السنوات الأخيرة رغبة في الأضواء والانتشار وإثارة الرأي العام مما جعل بعض المنابر الإعلامية تستهين بالعقائد والأديان، حدث ذلك في الدنمارك وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا. ولكن كان للرسومات الكاريكاتيرية التي نشرتها صحيفة "شارلى إيبدو" قبل تنفيذ العملية التفجيرية في المجلة، والتي تظهر زعيم داعش أبوبكر البغدادي وهو يعتلي منبرا بشكل قبيح، أحد أهم الأسباب التي جعلت داعش تتحرك لتفجير المجلة انتصارا لزعيمها. نحن لسنا أمام اختلاف في اعتناق رأي أو حرية تعبير عن قضية ما، نحن أمام إرهاب منظم ذي أهداف مشبوهة وبغيضة لا علاقة لها بالأديان أو الجنسيات أو الأوطان، فالتحقيقات التي أجريت عقب الحادث أثبتت أن الأخوين "سعيد وشريف كواشي" ينتميان إلى تنظيم داعش، ومدرجان على قوائم الإرهاب في أميركا. حوادث الإرهاب الأخيرة في فرنسا تحتاج معالجة متأنية وتعقل، فالتشديدات الأمنية والإجراءات اللازمة لدحر الإرهاب أمر ضرورى، لكن المسألة تحتاج علاجا شاملا ومواقف واضحة مما يحدث في دول الشرق الأوسط والصمت الغربى تجاه بعض التنظيمات بل واحتضانها على أراضيه والامتناع عن تصنيفها "تنظيمات إرهابية".