×
محافظة مكة المكرمة

سداد قروض «الإسكان» بعد عامين من الاقتراض

صورة الخبر

الفيلم: أسرار عائلية إخراج: هاني فوزي تقييم الناقد:(2*)(من خمسة) «أسرار عائلية» فيلم مصري جاد حول المثلية ولو أن الجدية لا تصنع بالضرورة فيلما جيّدا. أخرجه كاتب السيناريو هاني فوزي كعمله الأول وراء الكاميرا وسعى لكي يقدّم صورة شاملة عن وضع بطله الشاب كمثلي في مجتمع مصري وعربي محاط بالتقاليد والموروثات التي، بحسب الفيلم، لن تمنع انسياق المثلي صوب شهواته، وخصوصا وأن أحدا، لا من عائلته ولا من محيطه الاجتماعي يستطيع مساعدته. الفيلم سعى، وحقق ما سعى إليه، لتقديم حكاية الشاب نور (المجتهد محمد مهران) الذي يحس بجاذبية صوب الذكور وليس صوب الإناث. شقيقته التي كانت ترصده كانت تعلم بذلك حتى قبل أن يعترف لها. حملت اعترافه وذهبت به إلى والدتها التي صرخت «لا ابني طبيعي». وهي تأخذه عند دكتور العائلة فيحوّله إلى طبيبة تتحدّث في كل شيء ما عدا المشكلة ومنها إلى طبيب آخر لا يفقه شيئا ومنه إلى آخر. باختصار، يعرض الفيلم بطله على خمسة أطباء نفسيين أربعة منهم لا يفقهون - حسب الفيلم أيضا - شيئا. المشكلة في هذا أن نموذجا واحدا أو نموذجين كانا كافيين لإيصال الرسالة. خمسة أطباء هو نوع من التكرار الذي لا ينتج عنه، والفيلم الماثل برهان على ذلك، سوى المط والتطويل. آخر هؤلاء يعرف كثيرا أفضل من سواه وهو الذي يبدأ بوضع نور (الذي عاد فتمسّك باسمه الأصلي مروان كدلالة على بدء شفائه) على الطريق الصحيح للخلاص من معضلته التي يؤكد له مرارا وتكرارا أنه ليس مرضا إلا في مجتمع قاصر عن فهم وضعه (المشكلة مشكلة مجتمع بحاله يقول له الطبيب) وينصحه بأن يسافر ليعيش في الغرب لأنهم هناك أكثر قبولا بكثير من المجتمع العربي برمّته. لكن المعضلة الأساسية في حياة بطل هذا الفيلم الحسّاس واليافع هي أسرته كما يكشف الفيلم الذي ينتقل في ساعته الأخيرة للكشف عن أصل الداء: الأب الذي لم يمنحه العطف الذي كان بطل الفيلم يبحث عنه وهاجر، عوض ذلك. الأم التي كانت تدلّعه وهو صغير والتي كانت دوما تريد أن تثبت أنها تدير البيت بنجاح في غياب الأب كونها تخاف من المسؤولية ما جعلها تنكر احتمال جنوح ابنها. وإذا لم يكن ما سبق كافيا، لم لا يضيف الفيلم سببا آخر يكمن في الأخ الأكبر لبطل الفيلم الذي اعتدى عليه وهو صغير أو كما قال في مشهد لاحق «اعتدى علي وأكثر من مرّة». يبدأ الفيلم بوصلة كمان وناي، الآلتين الأكثر توظيفا في الأفلام المصرية تعبيرا عن ثقافة الحزن وهي تبدأ من مطلع الفيلم وتستمر بلا انقطاع تقريبا. لكن التفاؤل في أن الموسيقى الحزينة المستخدمة سوف لن تمنع تبلور الأحداث صوب فيلم جيّد الصنعة، يتبدد عندما نلحظ أن التعليق الذي يشرح فيه بطل الفيلم ما يحدث له ليس سوى إضافة صوتية لا معنى لها كوننا نرى بالفعل ما يحدث معه وله بصريا. التعليق الصوتي هو نوع من الاستخدامات التي لديها احتمالات إخفاق أكثر من احتمالات نجاح. شرطها هو طرح ما لا نراه على الشاشة. أي سبيل آخر هو مثل مشاهدة فيلم والاستماع إلى شريط صوت منفصل في وقت واحد. طبعا، سيسجّل للفيلم أنه أراد تقديم معالجة لمشكلة اجتماعية قائمة، لكن هذا التقديم يشبه من يسير على الحبل من دون تجربة أو مهارة فإذا به يقع أكثر مما يسير.