النسخة: الورقية - دولي إحدى كذبات نيسان التي روجت لها وسيلة إعلامية فرنسية كانت شراء إمارة قطر برج ايفل الباريسي بملايين الدولارات! كذبة لعبت على الخوف الفرنسي من شراء معالمهم الأثرية من مستثمرين أجـانب آتين من قطر والصين وروسيا. قبلها كانت الإمارة مركز اهتمام ثلاث محطات تلفزيونية فرنسية. لا بد من أن استقبالها لكأس العالم يثير اهتماماً متزيداً بما يجري هناك على أرضها. أقل ما يمكن أن يقال عن تحقيقّي المحطة الفرنسية الخامسة و«فرانس 24» بالفرنسية (ملك الدولة)، أنهما لم يركزا موضوعهما على «مديح» الإمارة، لا سيما بالإشارة إلى ما تردد عن معاناة العمال المستقدمين إلى هناك للعمل في ورشات بناء تجهيزات كأس العالم. برنامج «فرانس 24» حاول بعد عرض حال العمال (بخاصة من التيبت) وأوضاعهم المتردية أن يكون موضوعياً، فذكّر ما سنته الإمارة من قوانين جديدة لحماية هؤلاء. لكنّ ما عرضته أخيراً محطة M6 الفـــرنسية الـــخاصــة لم يكن على هذه الــموضــوعية، إذ اثار تحقيق بثته تحفظات بعض الـــعاملين فيها كما كان مـــحطّ اهتــمام جريدة «لو كنار أنشـــينيه» المتخصصة في كشف ما لا يكشـــف عادة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية... بثت المحطة تقريراً طويلاً (52 دقيقة) حققته صحافية فرنسية عن قطر وعلاقتها مع السياسيين الفرنسيين واستثماراتها في فرنسا. واختارت متابعة امير ملياردير عن قرب في الدوحة، في رحلاته الصحراوية، في فرنسا، وفي زياراته لقصر فرنسي أراد شراءه... تحقيق عن «أمير عرف بابتعاده عن الأضواء ومن قلب الإمارة» لم يسبق أن حقق وفق البرنامج. لكن هذا التحقيق اعتبرته جريدة «لو كنار...» مكرساً لأمجاد الأمير واتهم بعدم الموضوعية فلم يكن ثمة اي رأي مخالف، كما لم تكن الإمارة في أية لحظة موضع هجوم إلا في أمر واحد حين أثير تشريع في البلاد يسمح لها بالحصول على غالبية الرأسمال في كل شركة على أرضها. الأمير قَبِل بالظهور في التحقيق التلفزيوني محاولة منه «لطمأنة الفرنسيين إلى أن قطر صديقة لفرنسا» في رد على سؤال: «لماذا رضيتم بأن نصوركم؟ هل هذا ليكون للفرنسيين رأي أفضل بقطر؟». لكنّ البرنامج أهمل تقديم ما يقنع الفرنسيين ويجـــعل رأيهم «أفضل» وهو الــرأي الآخر والتوازن في الطرح.