.. نعلم أن نادي أبها الرياضي ومنذ ثلاثين عاماً مضت وحتى تاريخه.. لم يزل موغلاً في الاعتقال والاختطاف.. ! .. وندرك بأن نادي أبها العملاق.. محكوم عليه بالبقاء في دائرة المظاليم حتى يبقى رهيناً للسيطرة والتبعية وغارقاً في الأفكار البالية والمستهلكة.. ! .. ونعترف بأن نادي أبها الضخم ظل معزولاً عن رجالات المدينة وأهلها ورموزها.. ! .. ونستحضر بأن نادي أبها المغلوب على أمره محروم من شراكة مواهبه من الدخول طرفاً في ألعابه ودرجاته المختلفة والإصرار على صناعة نجومه من أنصاف وأرباع لاعبي السواحل والأطراف، ومن رجيع اﻷندية المغمورة والمطمورة والذين يبحثون مع سماسرتهم عن الذات والمال والظهور.. ! .. وندري بأن نادي أبها الجبلي لا يشبه وجه مدينتنا الصعب والراسخ والعتيد.. حتى ضلّ أهلُها طرقاته وأضحى (تماماً) يشبه مسميات شوارعها المختطفة.. ! .. ونعلم يقيناً بأن جمعيات النادي العمومية ومنذ (سيل السبت) وحتى تم (سقف) واديها الكبير.. ظلت -ولا تزل- خاضعة لمزاجيات فردية وقرارات ارتجالية ومن غير المؤهلين ﻷبعاد الجمعيات العمومية وخطورتها.. حتى هرب رجالات المدينة وفروا من تلاعبها وبشاعتها ونتائجها وخزعبلاتها.. ! .. وحتى لا نغرق في تداعيات (نعلم وندرك ونعترف ونستحضر ونستشرف. . الخ).. يجب أن نفرمل ونكتفي عن كشف المزيد من الحقائق والجراح واﻷقنعة التي عطلت أحلام وتطلعات مدينة ساحرة وشاعرة بحجم أبها البهية.. ونمضي نحو محطات الفريق الكروي الأول والذي يمر بعاصفة من التدهور والضياع وأضحى يقترب من أعتاب السقوط إلى هوة دوري الدرجة الثانية المخيف.. وفي سقوطه لا سمح الله سيحتاج حينها إلى مشوار مضن وطويل من السفر والحلول والدراسات والتدابير والتداخلات والتدخلات من أجل العودة به من جديد إلى حلم دوري الدرجة اﻷولى. .. وعليه.. فإن من المهم والضروري أن تتجه نوايا المحبين للوقوف مع رئيس النادي الدكتور أحمد الحديثي ودعمه في ما تبقى من مواجهات حتى يتمكن مع رجالاته في مجلس إدارته وهم شركاؤه الحقيقيون في الإخفاق والنجاحات ومحاولة انتزاعه من كارثية الهبوط بالحضور والمساندة ورفع المعنويات وفي طليعتهم رؤساء وأعضاء النادي السابقون وأعضاء شرفه المخلصون ولاعبو النادي المعتزلون ورجالات اﻹعلام وطوابير المحبين والعاشقين ﻷبها النادي والمدينة. .. هذا التجييش المؤمل والمطلوب وفي هذا المنعطف المهم بالذات هو في كل اﻷحوال المحك الحقيقي لاكتشاف معادن الولاء والانتماء.. بعيداً عن الحسابات الشخوص واﻷسماء.. .. ونادي أبها الذي ضاعت أحلامه وسط الزحام.. جدير بهذا الحب والالتفاف وجدير بدعم ما تبقى له من طموحات وتطلعات يتيمة يتنفس بقاياها أهله ومحبيه. .. ولعل مثل هذا الوقوف الواعي والجاد لناد عتيق كأبها الجبل والوادي.. تعزيز لفكرة رئيس النادي اﻷسبق الدكتور العزيز مصطفى بن عزيز والذي تبناها وينتظر صداها لدى أوساطه من المجتمع اﻷبهاوي والرامية إلى تجييش الروح المعنوية لطاقم الفريق الأول ومحاولة انتزاعه من عتمة الهزائم والانكسارات وانحداره نحو مؤخرة الترتيب لسباق الدوري.. وبكل المقاييس واﻷحوال.. ستبقى الثقة معلقة في توفيق الله أولاً، وثانياً في عزائم اللاعبين واستحضارهم لحجم مسؤولياتهم وأدوارهم داخل الميدان ﻷنهم وحدهم من يعول عليهم وهم من يتمكن من تجاوز التحديات والزحف بفريقهم عبر ما تبقى لهم من نزالات إلى مناطق الدفء والاطمئنان.. بعيداً عن مزالق السقوط وشبح الهبوط لدوري الغياب ودهاليز الظلام وحين تحل كارثية الهبوط فإن مسائل حلول العودة ستأتي أكثر تعقيداً ولن تفلح إدارة نادي أبها الكبير في إقناع الخبراء والمراقبين بتسويق حلم الاستدارة من جديد للصعود المستحيل وشواهد هذه التجارب المريرة احتساها من قبلهم الكثير من اﻷندية العريقة ومنها العربي والنجمة والكوكب والجبلين والروضة وغيرها. شاردة .. أتعس الناس وأشقاهم.. أولئك الذين يتوارثون مؤسسات الدولة ثم يحولونها إلى أملاك خاصة!