آخر من يصدق أن مجزرة (شارلي إيبدو) ثأرٌ لسيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، هي عاصمة النور.. وأول من يهزأ بمثل هذه الهمجية، هم محررو المجلة الساخرة، لا سيما الذين قضوا برصاص الغدر والخيانة!! عاصمة النور تعرف أن هؤلاء لا يمثلون ديننا ولا قيمنا ولا أخلاقنا، وإنما يمثلها أولئك الذين اقتبسوا من نور باريس، أمثال: السيد رفاعة رافع الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، والإمام محمد عبده، ، وعصفور الشرق العظيم/ توفيق الحكيم! وأمير الشعراء/ أحمد شوقي القائل: رزق الله أهلَ باريسَ خيراً * وأرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوهُ! ولهذا فهم أعلم منا بأن هؤلاء الخوارج خانوا الله ورسوله، وخانونا، قبل أن يخونوا العالم كله، ودم الشهيد العميد/ عودة البلوي، ورفاقه، لم يبرد بعد!! وعاصمة النور تعرف أن سقوط الشهداء هنا وهناك، ليس إلا ثمرةً لشجرة فكر ضاربة الجذور عندنا، منذ مطلع القرن الميلادي المنصرم: من كفَّر طه حسين، وعبدالله القصيمي، وحمد الجاسر، وغازي القصيبي، والسيد محمد علوي المالكي؟ من الذي ألغى تدريس سيرة نبي الرحمة والعدل صلى الله عليه وسلم (الذي كان يتورَّع عن أن تُفجعَ أم سالم في صغارها) وأحل محلها مقررات الولاء والبراء، التي ما زالت تخرج قنابل الكراهية، وأحزمتها الناسفة، وتحرِّم السينما، والمسرح، ورياضة النساء، والموسيقى، وتطارد الورد الأحمر في مواسمه، والشوكولاتة في قوالبها؟ من الذي أدان ألف ليلة وليلة في مصر (1987م)، واغتال فرج فودة 1990م)، وحاول نحر نجيب محفوظ، وأرهب نصر حامد أبو زيد؛ ليلجأ إلى ألمانيا ويموت غريباً طريداً؟ من الذي خدم الأنظمة البوليسية الاستبدادية بتحريم الديموقراطية، وتجريم حرية التعبير، وخلق أخصب بيئة للاستبداد والطغيان، بمحاربة الرأي المخالف؟ كيف يعقل ـ لولا خيانتنا لله ورسوله وأنفسنا ـ أن يتصدر زعماء مجرمون بكل ما تعنيه الكلمة، ويغتال ناجي العلي، وغسان كنفاني، ويوسف السباعي، وسمير قصير، وجبران تويني، ويعتدى على مي شدياق وتبتر ساقها، ويطارد علي فرزات وتقطَّع أنامله، ويسجن رشيد نيني وتغلق صحيفته؟ لا بأس يا باريس، فحتى آثار الحق اليتيم صلى الله عليه وسلم، لم تسلم من همجيتهم!! نقلا عن مكة