لم يكتف النظام السوري بإقصاء معارضيه ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، بل مارس التمييز حتى ضد مؤيديه ضمن ما يسمى بـ"الجيش الوطني" الذي اصطلح السوريون على تسميته بـ"الشبيحة"، ويضم مجموعة من العناصر الخارجة على القانون التي تساند الجيش النظامي في عملياته العسكرية. وكشف اثنان من عناصر الجيش بعد وقوعهما أسرى في يد الثوار في حلب، أن راتب الفرد داخل الجيش لا يتجاوز 60 دولارا شهريا في أفضل الحالات، بينما يتقاضى المرتزقة الإيرانيون والأفغان الذين جلبهم النظام راتبا يتراوح بين 500 إلى 1000 دولار شهريا. وأضافا "النظام يحظر علينا مجرد الاقتراب من العناصر الإيرانية، والاكتفاء بحمايتها وتقديم الدعم والمساندة لها من بعيد، وأن كل من يخالف هذه التعليمات يكون مصيره التصفية والقتل الفوري". إلى ذلك، جددت الولايات المتحدة اتهاماتها للنظام باستخدام غاز الكلور السام في مناطق عدة بسورية، تفاصيل كشف مقطع فيديو نشره أحد مواقع الإنترنت التابعة للمعارضة السورية أن النظام السوري يميز المرتزقة الإيرانيين والأفغان ومقاتلي ميليشيات حزب الله اللبناني عن عناصر ما يسمى بـ"الجيش الوطني" التي اصطلح السوريون على تسميتها بالشبيحة، وأظهر المقطع اعترافات أسيرين من شبيحة النظام لما يدور في جبهات حلب الشمالية الشرقية، وكيف تعتمد قوات النظام على الإيرانيين، والأفغان وحزب الله في الاقتحامات ولا تثق بالعناصر السوريين. واعترف الأسيران بأن نظام الأسد يدفع للإيرانيين والأفغان المرتزقة ما بين 500 إلى 1000 دولار شهريا، بينما لا يتجاوز راتب الشبيح السوري 60 دولارا فقط شهريا في أفضل الأحوال. وقال أحد الأسيرين إن ضباط النظام تمنع الشبيحة وعناصر قوات النظام من الاختلاط بهؤلاء المرتزقة، وتعاملهم معاملة "أدوات حراسة"، حسب تعبيره، وإن دورهم يتمثل في دعم هذه العناصر وإسنادها وتقديم المساعدة لها وقت الحاجة، مشيرا إلى أن قوات النظام تعتمد على الشبيحة فقط في الحراسة، وأي عنصر منهم يترك نقطته تتم تصفيته وقتله فورا، بأوامر مباشرة من قائد قطاع قوات النظام في منطقة الشيخ نجار، المقدم نهاد، والعقيد صالح قائد حملة قوات النظام على حلب. من جهة أخرى، أكد تقرير أصدرته بعثة لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز الكلور في الحرب ضد المدنيين أكثر من مرة العام الماضي، دون تحديد الطرف الذي استخدمه. وعدّت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور أن التقرير يقدم مزيدا من الأدلة على أن الحكومة السورية شنت هجمات متكررة على مواطنيها بغاز الكلور السام. وتضمن التقرير الذي يقع في 117 صفحة، روايات لشهود تصف طائرات هليكوبتر أثناء إسقاطها براميل متفجرة تحتوي على مواد كيميائية سامة، وتنسجم نتائج التقرير مع تقريرين سابقين للبعثة، وقالت باور "هناك أدلة قوية على أن الحكومة هي التي استخدمت الغازات السامة، فقد أشار 32 شاهدا إلى أنهم سمعوا هدير طائرات الهليكوبتر قبيل وقوع الغارات، والحكومة هي الطرف الوحيد الذي يملك هذه الطائرات". في سياق ميداني، تدور مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات النظام، لا سيما في حي العامرية جنوب حلب، وتأتي المعارك استكمالا لسيطرة الثوار على ثلاثة مواقع مهمة بالقرب من المنطقة الصناعية. وقالت شبكة مسار برس إن الثوار يحققون تقدما مستمرا على جبهات البريج، كما تقوم الكتائب المقاتلة بقصف نبل والزهراء في ريف حلب، مشيرة إلى مقتل عدد من عناصر قوات الأسد جراء استهداف الجيش الحر بصاروخ محلي الصنع مبنى كانوا يتحصنون به في حي العامرية. كما دمرت كتائب الثوار مبنى لقوات الأسد في حي العامرية، بعد استهدافه بالصواريخ، ما أدى إلى مقتل 12 عنصرا من جنود النظام.