كشفت حسابات لمنتمين لتنظيم داعش الإرهابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالة التخبط التي يعيشها أتباع التنظيم بعد فشل المحاولة البائسة لعدد من عناصره تجاوز مركز سويف الحدودي شمال المملكة الاثنين الماضي ومحاولاتهم التغطية على هذاالفشل وهلاك جميع العناصرالمشاركة في الاعتداء، وذلك عبر بث العديد من الادعاءات والاكاذيب الباطلة هدفها التشويش وتبرير نتيجة العملية ووصفها بالعمل البطولي ووصف منفذيها بالشهداء! ووفقاً لما يتم تداوله من معلومات، اطلعت عليها"الرياض"، ولم يتم التأكد بعد من صحتها، فقد كشف التنظيم الاجرامي عن هويات اثنين زعم أنهما من منفذي العملية الغادرة، وهما المدعو(أبو ذر الشلاحي)والمدعو(أبو فجرالشمري) "سعوديا الجنسية"، فيما لم يكشف بعد عن أي معلومات عن الإرهابيَّيْن الآخرَيْن اللذين شاركا في العملية، في تأكيد من التنظيم على تبنّيه العملية. وتشير المعلومات أن أحد الإرهابيَّيْن الذي ظهرت هويته هو من فجَّر نفسه بحزام ناسف خلال العملية الإرهابية، حيث ذكرت تلك المواقع أن الانتحاري فجر حزامه الناسف على رجال الأمن بهدف قتلهم، ووصف المنتمين للتنظيم الارهابي هذا الانتحاري بأنه أول"استشهادي"على ارض الحرمين على حد زعمهم، في حين وصف المهاجم الثاني ب"أسد الجزيرة"ونشرت عدد من عبارات التأييد لهما معتبرين أنهما أشفوا صدور المنتمين للتنظيم في رجال الأمن، في دلالة على نجاح الضربات الأمنية ضد التنظيم الإرهابي. وروّج التنظيم الإرهابي عبر هذه الحسابات الكثير من الأكاذيب والادعاءات حول الحادثة الآثمة معتبرين أن ما أقدما عليه هو الجهاد في سبيل الله وان مصير رجال الأمن الذين استشهدوا في الحادثة ليس الشهادة على حد زعمهم، كما تضمنت تلك الحسابات عددا من قصائد التهييج للمتعاطفين مع هذا التنظيم ورسائل المباركة بهذا العمل الجبان، حيث يعمد تنظيم"داعش"إلى إغراق مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وغيره بالعديد من الحسابات الوهمية المتعاطفة مع التنظيم والترويج لهم وبث سمومهم في محاولة للتأثير على الشباب وصغار السن وجرهم للانضمام لهم بعد تلويث عقولهم بالكثير من الكذب والافكار الضالة التي وجدت من وسائل التواصل الحديثة وسيلة سريعه للانتشار بين الناس. العتيبي: تمجيد الفشل هدفه التغرير على الأتباع ليمضوا في الاستهداف مهما كانت النتائج التنظيم الإرهابي وظف منصات التواصل لدعم جرائمه ووضعها في إطار بطولي وتضمنت إحدى التغريدات الأخيرة للانتحاري الثاني قبل هلاكه عبر حسابه في تويتر تمجيدا لزعيم التنظيم المدعو ابو بكر البغدادي واصفا اياه بالشيخ وانه يفتخر فيه، كما ذكر في تغريدة أخرى قصة تكشف مدى الانحراف والضلال الذي وصل إليه المنتمون لهذا التنظيم الإجرامي حيث يقول انه سمع احد الأشبال في احد المعسكرات التابعة لهم وهو يقول انه بمجرد خروجه من المعسكر التدريبي سيقوم بقتل عمه! هذا ومن المنتظر ان تعلن وزارة الداخلية قريبا هويات منفذي الهجوم الارهابي على الحدود حيث تجرى الان تحاليل(الحمض النوويDNA) لمنفذي الهجوم الغادر. وتعليقاً على ذلك أكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي العتيبي ل"الرياض" أن ماتبثه حسابات تابعة لعناصر التنظيم الإرهابي حول إسباغ عبارات التمجيد للإرهابيين الذين فشلوا في اجتياز الحد الشمالي ووصفهم بعبارات بطولية، هم ليسوا أهلاً لها، هو من أجل التغرير بمزيد من الانتحاريين التابعين للتنظيم ليقدموا على ذات الخطوة مهما كانت النتائج التي سيحصدونها بهدف إبقاء اسم التنظيم في استهدافه للسعودية حتى لا يفقد مجالا حيويا يستهدفه وليغوي مزيداً من المتطرفين الذين يشتركون معه في ذات الأفكار من جهة ولمحاولة تأكيد قوة التنظيم وقدرته على التحرك في أكثر من اتجاه. وأشار العتيبي في تصريحه إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي وظف منصات التواصل الاجتماعي بفعالية هائلة حتى أصبحت "منصات قصف افتراضي" تدعم حركته على الأرض واستراتيجياته التوسعية فيوجهها لأهدافه وغاياته الإجرامية في بُعدين اثنين رئيسين هما: الإلهام، والترهيب، موضحا ان هذاالتنظيم يسعى إلى التأثير العاطفي في جذب الأتباع والمناصرين والمتعاطفين عبر بث "جرائم" التنظيم في الذبح والتفجير والاغتيال ويضعها في إطار بطولي سواء من خلال انتقاء العبارات المصاحبة للمشاهد والصور أو من خلال توظيف النصوص الدينية في سياق انتقائي خاص للتنظيم بعيداً عن مدلولاتها الشرعية السليمة مع خلط متعمد للسياقات والحوادث من أجل التشويش على المتلقي ليقع تحت تأثير المشهد المباشر والعبارة المفروضة عليه، كما يوظف "داعش" بُعد الترهيب من خلال وسائط التواصل الاجتماعي بهدف زرع الرعب وإضعاف الروح المعنوية لدى الخصوم وإشاعة حالة الخوف والرهبة من التنظيم وإظهاره بأنه قوة لا تقهر. وأضاف أن تنظيم "داعش" يمتلك إستراتيجية في التسويق الإلكتروني تدار بالتخطيط والتنسيق بهدف التأثير في الرأي العام ليس فقط في دائرة تواجد التنظيم بل تستهدف المجال الإقليمي والعالمي ولذا أصدر منتجاته الإعلامية وحساباته المختلفه بلغات عدة منها العربية والإنجليزية والفرنسية وحتى الروسية مما جعل التنظيم ظاهرة عالمية وهو مايسعى له حتى انضم إليه مقاتلون من أكثر من 80 جنسية حول العالم.