أعلنت السلطات اليمنية أمس عن وصول وفد مكون من مستشاري الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي إلى محافظة صعدة معقل جماعة (أنصار الله) الحوثيين، للتفاوض مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي حول القضايا الشائكة في اتفاقية السلم والشراكة الذي توصلت إليه السلطات مع الحوثيين في سبتمبر (أيلول) 2014. فيما تواصلت عمليات تنظيم القاعدة التي تستهدف مقرات الحوثيين، حيث أصيب شخصان في تفجير عبوة ناسفة استهدفت مقرا لهم في العاصمة صنعاء فجر أمس. وذكرت مصادر رسمية أن الوفد الرئاسي وصل إلى صعدة للقاء قيادات جماعة الحوثيين، دون الإفصاح عن مهمته، لكن مصادر غير رسمية أوضحت أن الوفد سيبحث مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي مواقف جماعته من المواضيع المرتبطة باتفاقية السلم والشراكة الخاصة بالأقاليم الـ6، ومسودة الدستور التي رفض ممثل الحوثيين التوقيع عليها، والتي أعلنت لجنة صياغة الدستور الانتهاء منها قبل أيام. وبحسب المصادر فقد نقلت طائرة عسكرية نقلت الوفد الرئاسي المكون من عبد الكريم الإرياني وعبد الوهاب الأنسي، وسلطان العتواني، ويحيى منصور أبو صبع، ورشاد العليمي، وهذه هي المرة الأولى التي يوفد فيها هادي مستشاريه إلى صعدة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014. ويرفض الحوثيون صيغة دولة اتحادية من 6 أقاليم، واعتبروها عملية انقلابية ضد اتفاقية الشراكة والسلم، مطالبين بأن يكون شكل الدولة من إقليمين: «إقليم في الشمال وإقليم في الجنوب»، بدلا 6 أقاليم «4 في الشمال واثنان في الجنوب». في سياق آخر تبنت جماعة «أنصار الشريعة»، المرتبطة بتنظيم القاعدة، عملية تفجير عبوات ناسفة فجر أمس الاثنين في منازل تابعة للحوثيين، وأوضح شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن انفجارا ضخما استهدف منزل قيادي كبير في جماعة الحوثيين، بالقرب من مدرسة صلاح الدين في شارع 16، وأسفرت عن إصابة شخصين بجروح خطيرة، فيما تضررت المنازل المحيطة بالمنطقة وهرعت سيارات الإسعاف إليها بعد أن فرضت اللجان الشعبية التابعة للحوثيين طوقا أمنيا على المنطقة. وقال مدير عام شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد بأن الانفجار تسبب في خلق حالة من الهلع والخوف لدى مواطني العاصمة صنعاء، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ستلاحق الجناة لتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. إلى ذلك كشفت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة فنية لمراجعة الأجهزة الأمنية وتقصي الأوضاع الأمنية ومستوى الجاهزية في 4 محافظات جنوبية، هي عدن، لحج، أبين، الضالع، وبحسب بيان صحافي نشرته الوزارة فإن اللجنة ستعمل على إيجاد قاعدة بيانات أمنية حقيقية من الواقع، وتحديد الإمكانيات البشرية والمادية المطلوبة لتعزيز وتطوير مستوى الأداء الأمني في هذه المحافظات بحسب البيان، وينشط مسلحو الحراك الجنوبي في هذه المحافظات، للمطالبة بفك الارتباط عن الشمال، وقد تعرض سكان من المحافظات الشمالية لتهديدات واعتداءات من قبل عدد من المنتسبين إلى الحراك وطالبوهم بمغادرة الجنوب. وفي بلدة أرحب شمال العاصمة صنعاء، ذكرت مصادر قبلية أن الحوثيين قتلوا أمس شخصا من قرية يحيص، فيما اختطفوا 30 شخصا من أبناء البلدة الرافضين لهم، ليرتفع عدد المختطفين من أبناء أرحب إلى أكثر من مائة شخص بحسب إحصائيات حقوقية، ورفضت قبيلة أرحب نهاية العام الماضي الدخول في مواجهات مسلحة مع الحوثيين تجنبا لإراقة مزيد من الدماء، فيما أكدت المصادر إلى أن الحوثيين يواصلون اقتحام منازل قرى المنطقة من وقت لآخر دون مراعاة لخصوصية الناس.