توافد المشيعون البارحة على منزل حمدان البلوي عم شهيد الوطن العميد عودة البلوي، الذي لقي ربه إثر العملية الإرهابية التي حدثت بجديدة عرعر، واستشهد خلالها ثلاثة من خيرة رجال الوطن، حيث قدم صاحب السمو السفير الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير آل سعود وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، ورجال الأمن، والرياضيين ورجال الاعمال التعازي في الفقيد. فيما استنكر المعزون الفكر الذي يحمله المهاجمون، واستباحتهم دماء المسلمين وحماة الوطن. وأشار منصور البلوي ابن عمة الشهيد، الى أن الشهيد العميد البلوي كان سببا في فخرهم خلال حياته، وفخرا أكبر بعد استشهاده على أحد ثغور الوطن، مشيرا إلى أنه عاش متنقلا بين قطاعات حرس الحدود وكان من خيره رجال الوطن، واستشهد مع زملائه وهم يحمون حدوده وترابه. أضاف البلوي «لقد كان رحمه الله شجاعا مقداما في الصف الأول بين رجاله، كان رجل ميدان رحمه الله، وإداريا رائعا، أحبه زملاؤه، على الرغم من كونه لم يمض بينهم سوى أقل من عام». أحمد البلوي ابن شقيق الشهيد أشار إلى أن الشهيد البلوى كان يعلم جيدا طبيعة دوره وواجبه، كونه معرضا في أي وقت للاستشهاد، ويحمل روحه على كفه، وكان حريصا على الإكثار من الصيام، ويوم استشهاده كان يوصينا بأن تتم الصلاة عليه ودفنه في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، في حال تعرضه للموت أو فاجأه القدر على يد الإرهاب الجبان، لافتا إلى أنه كان يشعر بدنو الأجل، والانتقال إلى جوار ربه شهيدا في جنة الخلد ودار الآخرة. وقال أحمد البلوي «كان رحمه يتمتع بخلق رفيع، وأدب جم، وتواضع شديد، ولم تقف رتبته يوما حائلا بين طموحه، وتعامله الإنساني الرفيع، ودعمه الدائم لجميع العاملين معه، أفرادا وجنودا وضباطا». بدوره بين سلمان البلوي، أن الشهيد أشعرهم بالفخر في حياته ومماته وهو ينضم لشهداء الوطن، فقد دأب على كسر جميع الحواجز بينه وبين أفراده، ليكون لهم المعين الأول، والأب والأخ الأكبر، قبل أن يختتم حياته صامدا في ميدان الفروسية والشجاعة، مقبلا لا مدبرا، مدافعا عن تراب بلاده، حافرا اسمه في آخر ورقة من كتاب حياته، بمداد من ذهب، وحروف من نور رافضا ان يترك رجاله في الميدان بمفردهم؛ ما يؤكد ان القائد الشجاع يتقدم الصفوف، ويزيد من عزم رجاله، سائلا الله له المغفرة.