ما الذي تغير في التـــلفزيون السعودي؟ وهل أصبح غير قادر على السير مع الآخرين بعد أن كان صرحاً عظيماً تعلمنا منه الكثير، وأضحكنا وأبكانا بأعماله الخالدة، وأبرز نجوماً في الدراما وصلوا إلى أقطار العالم العربي، وتفوق على عشرات القنوات لأعوام طوال؟ التلفزيون السعودي تاريخ عتيد وجميل ببرامجه ومسلسلاته وسهراته ونشراته الإخبارية، لكنّ حاضره ضعيف، ولونه باهت ومحتواه خافت، حتى أصبح بلا مشاهدين، ولا برامج جاذبة، ولا مسلسلات هادفة، على رغم توافر الإمكانات المادية والبشرية. مشكلتك يا تلفزيوننا الـــسعودي أن من يقودك لا يسمع نصائح وانتـــقادات المحبين لك. وفي الحقيقة أن عدداً كبيراً من أبنائك الممـــثلين والمنتجين يتمنون الخير لك، ويريــــدونـك أقوى من أي محطة فضائية، ويبحـــثون لك عن مجد ضاع منك لأعوام ، لــكنّ مسؤوليك يزيــــدون الفـــجوة مع أصحاب المؤسسات الإنتاجية من السعوديين يوماً بعد آخر لأسباب أنت تعرفها ولا تحتاج إلى من يبصرك عليها. تلفزيوننا العزيز لست شامتاً بك، ولا عدواً لك، ولا أبحث عن مصلحة معك، وإنما أريدك أن تعيد جزءاً من حضورك البهي القوي المرتكز على الأعمال البارزة كمسلسلات «طاش» و»إخواني أخواتي» و»الديرة نت» و»سكتم بكتم». تلفزيوننا العزيز هذه نصائح قد تحتاجها يوماً ما: احتضن أبناء وطنك، ولا تجامل منتجاً على حساب الآخرين، واعط الفرصة للشبان، وادعم قضايا مجتمعك، وأبعد الكسالى والعجزة عن مسيرتك، وارفض مبدأهم الذي يرتكز على أنك «قناة خاصة لهم»، ولا تدع أحداً يستغلك في تصفية حسابات. كم أتمنى أن أراك ناهضاً وشامخاً في الفضاء تنافس قنوات «أم بي سي» و«أبوظبي» و«دبي».