قالت الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية إن الفراشات الملكية ربما تحتاج إلى الحماية بموجب القانون الأميركي الخاص بحماية الأنواع المهددة بالانقراض بعد فقدان مكان المعيشة «الموئل» وسط الزراعات، مما أدى إلى تراجع حاد في أنشطة هجرة هذه الفراشات ذات اللونين البرتقالي والأسود. وقالت جمعية زيرسيس للحفاظ على اللافقاريات إن التقديرات تشير إلى تناقص عشائر الفراشات الملكية بنسبة تصل إلى 90 في المائة خلال العقدين الأخيرين، نظرا لهلاك نبتة حشيشة اللبن التي تعتمد عليها هذه الحشرات في وضع بيضها وتغذية يرقاتها اليافعات. وقالت جمعية زيرسيس إن اختفاء نبتة حشيشة اللبن يرتبط بعوامل، منها التوسع في زراعة محاصيل مهندسة وراثيا يمكنها الصمود أمام مبيدات الحشائش التي تقتل نباتات تنمو محليا ومنها حشيشة اللبن. وقالت عالمة الأحياء كارين أوبرهاوس بجامعة مينيسوتا إنه مما يتهدد حياة الفراشات الملكية - وهي فراشات فريدة من نوعها بسبب دقة واتساق دورة حياتها وطول مسافات هجرتها السنوية - أيضا انتشار استخدام مبيدات الآفات وقطع الغابات الجبلية في وسط المكسيك وسواحل كاليفورنيا، حيث تقضي بعض عشائر هذه الحشرة فصل الشتاء. وقالت الهيئة الأميركية للأسماك والحياة البرية، الاثنين، إن التماسا تقدمت به جمعية زيرسيس وهيئات أخرى يطالب بتوفير حماية اتحادية للفراشات الملكية «يتضمن معلومات جوهرية توضح أن عملية التسجيل والقيد ربما باتت ملحة». وستستغرق المراجعة المبدئية للهيئة نحو عام. وتنقسم هذه الحشرات - التي تعشق لألوانها الأخاذة بعد خروجها من شرانقها الموشاة بالخيوط الذهبية - إلى عشيرتين على وجه التقريب في الولايات المتحدة وفقا لأنماط هجرتها الخريفية. وتهاجر العشيرة الأولى من الشرق لتقطع ثلاثة آلاف ميل إلى المكسيك، فيما تقطع عشيرة الغرب رحلة أقصر إلى كاليفورنيا. وقال ماركوس كرونفورست، أحد علماء البيئة بجامعة شيكاغو الذي درس الفراشات الملكية، إن عددا يقدر بالمليار منها هاجر إلى المكسيك عام 1996 مقارنة بنحو 35 مليونا في العام الماضي. وقالت أوبرهاوس إن الغموض لا يزال يكتنف أنماط الهجرة الجماعية للفراشات الملكية، ففي الوقت الذي يعرف فيه أنها توجه نفسها مستعينة بموقع الشمس وبالمجال المغناطيسي للأرض في الأيام الغائمة، فإنه من غير الواضح كيف تجد الأجيال الجديدة منها طريقها إلى مناطق هجرة موسم الشتاء التي لم ترها من قبل. وربما تمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشات الملكية لمسافة 4800 كيلومتر في أميركا الشمالية واحدا من أكثر مهرجانات الفراشات إبهارا في العالم حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالا وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوبا. وتزهو الفراشات البالغة باللون البرتقالي لأجنحتها ذي العروق السوداء والبقع البيضاء بمحاذاة الحواف الخارجية. وتصل أقصى مسافة بين الجناحين إلى عشرة سنتيمترات، ولون الجسم أسود.