فُتحت أمس جبهة جديدة بين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية، إذ دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في ريف مدينة رأس العين (سري كانيه) في محافظة الحسكة (شرق) بالتزامن مع معارك مماثلة في ريف عين العرب (كوباني) بريف حلب (شمال). وأفيد أن الأكراد سجّلوا تقدماً ميدانياً على تنظيم «الدولة» في الحسكة، كما تمكنوا من إبطاء تقدمه في ريف حلب مانعين حتى الآن سقوط عين العرب. (للمزيد) وفي موازاة ذلك، استمرت طائرات النظام السوري في قصف المناطق الخاضة لسيطرة المعارضة، وأفيد أن عشرات الضحايا سقطوا خصوصاً في الغوطة الشرقية وإدلب (شمال غربي البلاد). كما سُجّل اغتيال قيادي في «حركة حزم» في ريف إدلب، في مؤشر إلى استمرار استهداف القيادات «المعتدلة» في صفوف المعارضة والتي يراهن الأميركيون ودول عربية عليها للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» وأيضاً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا الإطار، وجه أبو محمد العدناني القيادي في «الدولة الإسلامية»(داعش)، دعوة للمسلمين إلى «قتل الكفار مدنيين أو عسكريين»، مركّزاً على الدول الغربية التي أعلنت انضمامها إلى تحالف دولي لضرب «الدولة الإسلامية»، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة وفرنسا، وكلاهما يشارك في قصف مواقع هذا التنظيم في العراق. كما وجّه العدناني تحذيراً إلى الدول الغربية، قائلاً: «نحن من سيغزوكم (...) ولن تغزونا أبداً وسنفتح روماكم ونكسر صلبانكم ونسبي نساءكم» . ووصف العدناني الضربات الجوية الاميركية بأنها غير مؤثرة، قائلاً إن «المعركة لا تُحسم من الجو ابداً». وفي نيويورك، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، ضرورة مواجهة تنظيم «داعش» ونظام بشار الأسد معاً في سورية ولكن «من خلال دعم المعارضة المعتدلة» لا عبر توجيه ضربات جوية على غرار ما يجري في العراق. واعتبر فابيوس في لقاء في مؤسسة مجلس العلاقات الخارجية أن إيران يجب أن تشارك في مواجهة داعش ولكن «بعد التوصل الى إجماع على ذلك»، مشيراً إلى أن فرنسا «أرادت لإيران أن تشارك في اجتماع باريس لكن الإجماع لم يكن متوفراً بسبب اعتراض دول سنّية رأت أن مشاركتها ستعد دعماً للأسد». وأوضح أن مشاركة إيران «يمكن أن تتم من خلال التفسير الموسّع لمفهوم التحالف وليس بالضرورة من خلال تفسير ضيّق». وأضاف: «يجب أن يكون لإيران دور في مواجهة داعش لأن ذلك سيكون عنصراً مساعداً»، لكنه شدد على «ضرورة إبقاء المفاوضات الجارية بين إيران والدول الست حول البرنامج النووي منفصلة عن ملف محاربة داعش». ورد على تهديدات العدناني بالقول: «هم أطلقوا تهديداتهم اليوم (أمس) بقتل الأميركيين والأوروبيين وخصوصاً الفرنسيين، إذن المسألة بالنسبة إلينا هي دفاع عن النفس، يجب قتال هؤلاء الناس وتدميرهم». وعلى هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، التقى رئيس «الائتلاف الوطني السوري» هادي البحرة مع وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، بحسب ما أعلن «الإئتلاف» الذي أوضح أن البحرة شكر الحكومة التركية على استضافتها السوريين الفارين «من القرى التي اجتاحها تنظيم داعش». واضاف «الإئتلاف» في بيان: «أكد الجانبان أن تأمين البيئة المناسبة للتعاطي مع موضوع مكافحة الإرهاب تقتضي التعامل مع المسبب الرئيس له وهو نظام الأسد». وأوضح «الإئتلاف» أن البحرة كان قد قابل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في نيويورك أيضاً، وناقشا الأوضاع «في ظل وجود الإرهاب المتمثل حالياً بتنظيم داعش ومسؤولية نظام الأسد الذي سعى إلى نشر الفوضى ما سهّل تشكيل التنظيمات المتطرفة وانتشارها ونموها».