رحلة طويلة من العمل التجاري الشاق، كانت هي السمة البارزة لحياة مؤسس شركة (هرفي) للوجبات السريعة، والتي لم تولد إلا وقد مرّ مؤسسها أحمد السعيد رئيسها التنفيذي والعضو المنتدب، بالعديد من الأفكار والأعمال ما بين القصيم والرياض. ورغم أنه بدأ متأخرا في افتتاح أول مطعم لشركة (هرفي) بعمر ال 36، إلا أن أحمد السعيد لا يرى أن ذلك عيبا، وأن التجارب العالمية في العصامية وأسماء العلامات التجارية تؤكد دخول كثير من الأسماء في وقت متأخر لعالم التجارة. رحلة طويلة عالم المال والأعمال، بدأت الحصول على الماجستير من الولايات المتحدة، ومن ثم العمل مع صالح السلمان، بعد أن أوكل إليه مسؤولية فندق ومخابز السلمان، ولم يدم العمل سوى ستة أعوام، ورغم الراتب الكبير الذي كان يتقاضاه في ذلك الوقت، إلا أن أحمد السعيد عمل على تركه والتفكير بجدية في عمل خاص به. وقال أحمد السعيد خلال استضافته مؤخرا في ثلوثية محمد المشوح في الرياض، إنه مر بالعديد من الأعمال وصلت إلى نحو 15 عملا في العقار والاستيراد والتصدير والشحن والبناء وغيرها. وتابع السعيد، إنه قدم إلى الرياض وقابل ابراهيم السعد الابراهيم الذي عرفه بدوره على شقيقه حمود مؤسس شركة (بندة)، واتفق معه على عمل شركة لإنشاء مطعم خاص بالوجبات السريعة، وقد أطلق حمود الابراهيم اسم (هرفي) على المطعم نسبة للخروف الصغير، مبينا أن الشراكة كانت تقوم على حصة 70% لشكة (بندة) والنسبة الباقية مع الإدارة لأحمد السعيد، وبرأس مال يبلغ مليوناً ونصف المليون. وبين السعيد أن (هرفي) مرت بعدة مراحل، الأولى (1981 1993) وهي مرحلة رأس الخروف، "وكان بعض العملاء يظنون أنه ملحمة" عند قدومهم للتسوق من (بندة)، بعدها جاءت فترة (1993 1998) وهي مرحلة (الخروف والبقرة)، حيث تم تطوير الشعار إلى ما يشبه الخروف والبقرة، وفي هذه المرحلة دخل الأمير الوليد بن طلال للشركة، حيث إن الأمير الوليد اشترى معظم أسهم شركة "بندة" وبالتالي انتقلت إليه شراكة ال 70% في (هرفي). واعتبر السعيد مرحلة دخول الأمير الوليد من أصعب الفترات، حيث إنه كان لا يعلم شيئا عن (هرفي)، وطلب منا إما أن يتم تطويرها أو ايقافها، ولحرصه على الاستثمار الصحيح ودراسة كل استثماراته، طلب الأمير الوليد الاستعانة بخبراء من الولايات المتحدة لدراسة الشركة وعلى حسابه الشخصي، والذين قدموا له بعد فترة وطوال ثلاث سنوات تقارير تشيد بالشركة وجدوى استمرارها. وأضاف السعيد أن المرحلة التالية كانت في أعوام (1998 2010) وهي مرحلة صافولا، عند دمج (بندة) مع شركة صافولا، فانتقلت بالتالي (هرفي) لها، واستمر الحال كما هي عليه وتخللها تغيير الشعار بدلا من رأس الخروف تحول إلى حرف الهاء كما نشاهده اليوم. وتابع أنه في فبراير من عام 2010 تعتبر مرحلة تحول الشركة إلى مساهمة، وإلى عام 2014 التي تعتبر مرحلة التحولات وبناء القدرات الفنية ووصول الفروع إلى أكثر من 250 فرعا. وكشفت ثلوثية المشوح عن شخصية أخرى لأحمد السعيد، وهي حبه للقراءة والكتابة منذ الصغر، حيث إنه عمل في صغره في جريدة القصيم، وكان يقوم بعمل الحوارات واللقاءات مع المبتعثين السعوديين في القاهرة في أوائل السبعينات الميلادية، إلى جانب عمله لقاء مع الأديب والمفكر العربي عباس محمود العقاد في القاهرة رحمه الله وهو في عمر 13 عاما. وخلال الأمسية تحدث السعيد عن تجربة سابقة حاول فيها افتتاح مطعم إيطالي أو صيني، حيث إنه استنسخ التجارب الغربية في المطاعم، والتي غالبا ما تكون داخل الأحياء وفي أماكن غير واضحة، لكنه بعد تجهيزه لكامل المطعم صدر قرار منع افتتاح المحلات داخل الأحياء، وأن تكون على شارع لا يقل عن 30 مترا، الأمر الذي سبب له خسائر، إضافة إلى قصة احتراق مستودعات الشركة وهي المليئة بكافة أدوات الوجبات مما سبب لهم ازمة كبيرة، لولا خبرة وعلاقات مدير المستودعات في ذلك الوقت، وتأمين المستلزمات في وقت قياسي.