×
محافظة المنطقة الشرقية

أخضر الناشئين يتأهل لنهائيات آسيا

صورة الخبر

آخر من فقدناهنّ كانت: «سمية» إذ التحقت أول أمس بقافلة: «شهيدات التربية والتعليم» ولم يكن ثمة من أسبابٍ يمكن أن تعزى لوفاتهنّ غير أنّهن قد اخترن طوعاً طريق الشهادة: «التعليم» وبمباركةٍ من: «وزارةٍ» قد آلت على نفسها أن تجعل من «الموت» عنواناً لأبرز إنجازاتها مِن كلّ عام. وعلى كلٍّ.. فلطالما آمنا بأنّ: «الموت» موضوع «قدري» صِرفٌ ثم أصبحنا نعتقد -حفراً بشرح الأسباب- أنه موضوع: «تنمويٌّ» محضٌ وذلك أنّ من شأن أسباب الوفيات هو: الكشف عن مدى ما حققناه من: «تنميةٍ» بمعناه الأوسع الذي هو من مشغولات الحكومة ومهامّها.. وبالكشف ثانية عن المستوى المتدنّي الذي قد بلغناه في: «الاستثمار في الإنسان». نحن إذن دون غيرنا ستظلّ لنا أسبابٌ خاصة لتبرير: «الموت» بحيث لا يُشاركنا فيها أيّ أحدٍ من العالمين.. وهي أسبابٌ قد نقرأها «لاحقاً» في سجل شهادة: «إثبات الوفاة» ذلك أنّنا نتمتع بـ: «خصوصيةٍ» لم نشأ أن تفارقنا حتى ونحن: «نموت»! غير أنّ النسبة الأكثر من خصوصية هذه الأسباب ستكون من نصيب: «البنات» إذ سيدوّن في شهادة وفاتهن ما يلي: سبب الوفاة: «معلّمة»!. في حين أن أطول نساء العالم: «عمراً» هن المشتغلات في حقل التعليم! وأيّا يكن الأمر.. فإنّ تابوت: «الجنازة» مؤشر إنجازاتنا في تنمية: «الإنسان» ما زال ينتظر المعلمات عند أبوابهن فجر كلّ يوم.. فهذه تودِّع أُمّها في أول يومٍ كان لها في التعليم.. وثانية تلثم أطفالها قبلاتٍ حرّى قبل أن تهمّ بالخروج وقد حظيت هي الأخرى بمسافةٍ أقرب من سابقتها بخمسة كيلومترات.. بينما الثالثة توصي زوجها برضيعهما وتَعِدُهُ جذلةً بأن يومها هذا سيكون استثنائيا حيث ستعود فيه باكراً.. ورابعة.. وخامسة وسادسةغير أنّ كلّهن قد أخلفنَ الموعد.. فلقد كان لهنّ في ضحى ذلك النهار موعدٌ آخر لم يكن يَعْلَمْنَ بالضبط متى تدق ساعته؟.. إنّه الغيبُ الذي تعلمه: «الحكومة» حيث هي من دفعتهنّ باتجاه: «الآخرة» ليبتهجن مع أخريات سبقنهن إلى نول شرف أعراس: «شهيدات الواجب التعليمي» الشيء الذي أفرحنا أنّ: «الأهالي» تلقوا خبر: «موتهن الجماعي» بقلوبٍ صابرةٍ محتسبةٍ لجملةٍ من أسبابٍ يمكن أن نوجزها بالآتي: * إنه طريقٌ مأثورٌ بالرغم من كونه محفوفاً بالمكاره إذ كُتب الموت فيه على: «البنات» وهو كره لهن وعسى أن تكرهوا شيئاُ وهو خيرٌ لوزارة التعليم. * كلمات: «الوزير» الحانية لذوي البنات -إعلاميّاً- لم يكن بلسماً على جراحهم وحسب وإنما كان درساً إيمانيّاً في عقيدة أهل السنة والجماعة في باب: «القدر». *ما مِن معلمةٍ تخرج من بيت أهلها إلا وقد كتبت: «وصيّتها» وطلبت الغفران من كلّ أحدٍ ثمّ ودعتهم إلى لقاءٍ يجمعهم في الجنّة بإذن الله تعالى. *صحيحٌ أن الجهاد لم يكتب على: «النساء» غير أنّ من ابتغت منهن طريقاً لـ: «الشهادة» مختصراً فليسلكن طريق: «التدريس».