×
محافظة المنطقة الشرقية

اجتماعي/ مركز حياة لمكافحة التدخين بالأحساء ينظم برنامجاً توعوياً

صورة الخبر

منذ سنوات طويلة أطلق ماكلوهان نظرية (الحتمية التكنولوجية للمجتمعات) وتوقع أن العالم، سيتحول إلى قرية صغيرة يتواصل كل من فيه في أي وقت وفي أي مكان بواسطة الكمبيوتر . نحن اليوم تجاوزنا مرحلة حمل الكمبيوتر الثقيل فصرنا نحمل العالم كله في جيوبنا الصغيرة، وما من شك في أن الفوائد التي جناها العالم كثيرة لا تحصى في كل المجالات البحثية والإخبارية وغيرها. وما من شك أيضا في أن مساوئها كثيرة ، ولا مجال لحصرها في مقال واحد، ولكني سأختار منها واحداً من البرامج الالكترونية التي حولت العالم إلى بيت واحد لا قرية واحدة فقط . هذا البرنامج ( انستغرام ) له حسناته وله مساوئه أيضا، قد نتقبلها أو نرفضها وفقا لميولنا وقدراتنا على التمييز بين الخطأ والصواب، ونحن في هذا لا نتفق بالتأكيد . فهناك كبار وصغار ، وهناك شخص واع وآخر غافل، والأفكار والأهداف والأساليب تتنوع بتنوع البشر ومستوياتهم العمرية والفكرية والاجتماعية. في ذلك البرنامج ظهرت مجموعة من المشاهير يصل عدد متابعيهم إلى أرقام مليونية وكلما ازدادوا شهرة ازدادت أضرارهم؛ حين يتبسطون أكثر في التعامل مع من يتابعهم، وحين لا يجعلون لأنفسهم حدودا يقفون عندها في الأقوال والأفعال رغم أن بعضهم يفترض أنه كذلك، بغض النظر عن كونه فنانا أو إعلاميا سبقته شهرته أو مجرد شخص عادي أعلن عن حضوره وتأثيره بأسلوبه الخاص وأهدافه. كثير منهم يميل إلى الإضحاك وبدلا من استغلال هذه القدرة بطريقة فعالة ومؤثرة وايجابية نجده يدخل في متاهة رجل الشارع السوقي بألفاظه وأفعاله وهو يدرك أن كل ما يقوم به هو ترويج للفعل أو القول الذي صدر منه. ومثال ذلك : إعلامي شاب في إحدى قنوات اف ام يتابعه أكثر من مليون شخص في الغالب معظمهم من صغار السن، هذا الشاب يستخدم قاموسا من الشتائم والوقاحة ضمن مقاطعه المصورة فهو ينادي الطفل تعال يا ابن (...) ويكررها كثيرا وهو مستمتع بما يقول، ويشتم بعض متابعيه بأسلوب أكثر وقاحة. ويأخذه الحماس المشين لتصوير كل شيء ليقول أي شيء عبر مقاطع مصورة متتابعة، وهذا الحماس له مواصفات خاصة عند الشباب وصغار السن فأي أمر يسعدهم هو حماس حتى لو كان خطأ أو خارجاً عن المألوف أخلاقيا، وهي كلمة تتردد على أفواههم كثيرا (حماس ياخي)!! وما يلفت النظر في مقاطع ذلك الإعلامي أنه مازال ينتقد أخطاء الآخرين في الوقت الذي يغفل فيه عن إساءاته المتنوعة والكثيرة جدا. النموذج الآخر هو لجين الهذلول التي بدأت كما يبدأ غيرها من هواة الشتم واستخدام الألفاظ التي لا نسمح لأطفالنا بأن يرددوها. أو الظهور في مقاطع استعراضية لا فائدة تلتمس منها، وكبر الموضوع في رأسها وتحولت فجأة إلى ما يسمى (ناشطة اجتماعية) لتطالب بحقوق المرأة ومن ضمنها القيادة، وأحسب أنها أوقعت نفسها في عش الدبابير ، وأعني تلك المؤسسات الأجنبية التي يسعدها أن تصطاد مثل هذه الشخصيات، لتحول مسارها من إنسان عادي إلى إنسان يقف ضد دولته ؛ وهذا وفقا لتطورات قضيتها عندما أحيلت إلى محكمة الإرهاب . وهذا في ظني ما لم تتوقعه لجين ومساعدتها في الموضوع ميساء العمودي، اللتان حلمتا بأن يسجل الانتصار لهما في قضية قيادة المرأة السيارة دون وعي ودون دراسة وفي غفلة تامة عما يحاك ضدها كشخص ممن شجعوها على ذلك. لا فرق بين ما فعلته على الحدود أو ما فعله غيرها بالداخل، لكني أحسب أن المسألة كانت أكبر من مجرد فتاة عادية وجدت صوتا يحرضها من الداخل والخارج لتكون بطلة!! لأنها في غمرة حماسها نسيت أو تناست أو أُقنعت بأن محاولاتها ستكون هي الناجحة المثمرة، وأننا سنخرج في اليوم الثاني لنقود سياراتنا، أقول: نسيت أن السلطة كانت قد حذرت، وأكدت أنها ستطبق الأنظمة بحزم ضد من يقدم على المحاولة ، بعد محاولات وتحديات وإثارة متواصلة في مواقع التواصل حتى لا يختلط المطلب الداخلي السهل بالمطالب والأهداف الخارجية التي عاثت في بلاد كثيرة بواسطة برامج مواقع التواصل، التي بالفعل كانت ومازالت تقدم فوائد جمة وتشعل شررا يتطاير في كل اتجاه، ليمس كثيرا من القيم والمبادىء.