عندما تتحقق بطولة لفريق أو منتخب معين يثنون على المدرب ويشكرونه ويمجدونه , وما أن يخسر بطولة إلا وتنهال عليه الأقلام والألسن وتثار ضده العقول وتشن عليه الهجمات ونهايته إلغاء عقده مع كيل من الكتابات والمقالات . كم من مدرب شاهده الوسط الرياضي يبدأ ومعه المدائح تتوالى حتى تهابه الأندية الثانية ويتوقعون منه عدم التوقف حتى يحصد جميع البطولات صغيرها وكبيرها وكأنه يعمل بمغناطيس سحري يجلب الكؤوس جميعها . وربما تفوق فترة من الزمن والإشادات بعد كل مباراة لكنه إن أخفق في ديربي أو مباراة حاسمة فعليه أن يعلم يقيناً أن عليه أن يربط الأحزمة ويجهز مستلزمات السفر . وبالعودة إلى تاريخ الانتصارات في مباريات وبطولات مختلفة نتذكر أننا كثيراً ما تبدأ البطولة بمدرب عالمي وبعد مباراتين يتم الاستغناء عنه ويُستنجد بناصر الجوهر أو الزياني أو أي مدرب وطني فيتحقق معه مالم يتحقق مع المدرب العالمي الشهير . وقد شاهد الوسط الرياضي ما قدمه فريق الفتح في الدوري حينما حقق البطولة وميزانية الفريق كاملة بما فيها عقد المدرب لم تتجاوز قيمة عقد واحد في بعض الأندية الكبيرة ومع هذا تغلب أصحاب العقود الكبيرة وحقق الدوري من بين أيديهم . ما السبب ؟ ألا يدل ذلك على أن المدرب دوره في التكتيك والتدريب لا يتجاوز ال 30 % والنسبة الباقية 70% هي ما يجده اللاعبون من ارتياح مع مدربهم وداخل أجواء الفريق أو المنتخب . ولو يدرك الباحثين عن المدربين ذلك لبحثوا عن من يجيد 30% من المهارات الكروية والتكتيك بشرط أن يجيد التعامل مع النفسيات واللعب على أوتارها بنسبة عالية جداً لا تقل عن 70% من اهتمامات المدرب . كارلوس البيرتوا بيريرا حقق كأس العالم لكنه عندما حضر مع المنتخب خسر خسارتين وتم الاستغناء عنه واستدعاء مدرب وطني وحقق المدرب الوطني مالم يستطع تحقيقه مدرب بطل العالم . وليس ذلك هو المثال فقط , فالأمثلة كثيرة ويجب أن لا يكون الوتر الأكثر طرقاً هو المدرب لأنه لن يقدم شيئاً بدون اللاعبين ولو لعب اللاعب بارتياح لأدى ما يملكه من مهارات ولو بدون مدرب . وكم كنت أتمنى أن يخوض المنتخب بطولة القارة بمدرب وطني وسأراهن على أن يقدم أفضل مما سيقدمه المدرب الأجنبي وإن كان شهيراً وعالمياً ولو كان سجله مليئاً بالكؤوس .