رغم أن كأس أمم آسيا انطلقت في العام 1965، إلا أن مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في البطولة تأخرت حتى العام 1984 بسبب مشاركه الكيان الصهيوني وهو مادفع المنتخبات العربية لمقاطعتها، وكانت البداية السعودية قوية لدرجة أنه حقق اللقب فيها ليتزعم القارة العملاقة ثم عاد في النسخة التالية 1988 لتأكيد أن فوزه الأول لم يكن مجرد صدفة وحافظ على لقبه. ومنذ ذلك العام كان الأخضر السعودي أحد أهم أعمدة كرة القدم في أكبر قارات العالم قبل أن يبدأ رحلة الصعود والهبوط بداية من عام 2004 والذي تأكد فعلا في عام 2011، الآن المنتخب السعودي الذي غادر لأستراليا بمدرب مؤقت يأمل أن يكرر إنجاز 2007 الذي كان في نفس الظروف ويعيد نفسه للواجهة الآسيوية. الظهور الأول ظهر المنتخب السعودي للمرة الأولى في النهائيات الآسيوية في عام 1984، وكان الظهور الأول للكرة السعودية في المحفل القاري مدويا.. وقاد الأمبراطور صالح النعيمة الأخضر للفوز باللقب ورفع الكأس القارية كأول بطولة سعودية.. وتألق الصقور الخضر بقيادة ماجد عبدالله وفهد المصيبيح ومحيسن الجمعان وشايع النفيسة وبقية النجوم وسجلوا أنفسهم أسيادا للقارة.. وكان ذلك تحت إشراف مدرب وطني هو خليل الزياني. ووقع المنتخب السعودي في مجموعة نارية تضم حامل اللقب والوصيف إضافة إلى قطر وسوريا، ومن البداية أطلق السعوديون رصاصة الإنذار بتعادلهم مع الوصيف الكوري الجنوبي ثم فوزهم على سوريا 1-0 والتعادل مع قطر.. إلا أن الأهم كان الفوز على حامل اللقب الكويت بهدف دون رد.. وتصدر المجموعة الأولى بست نقاط فيما حلت الكويت ثانيا. وواصل الأخضر تألقه بإقصاء إيران من الدور نصف النهائي بالفوز عليه بركات الترجيح 5-4.. فيما خسرت الكويت من إيران بهدف دون رد. والتقى الأخضر التنين الصيني في المباراة النهائية.. ولأن سنغافورة تضم الكثير من الصينيين بات الأمر وكأنك تلعب في بكين. بيد أن مهاجم الأخضر ونادي الكوكب شايع النفيسة سرعان من أسكت الصينيين بالهدف الأول، مما مكن الأخضر من السيطرة على المباراة.. وتألق صالح النعيمة وحسين البيشي ومحمد عبدالجواد ومنصور المنصور في التصدي للهجمات الصينية قبل أن يحسم ماجد عبدالله الأمر بتسجيله الهدف الثاني في واحد مازال يعتبر من أجمل الأهداف الآسيوية.. وتوج الأخضر باللقب الآسيوي الأهم. اللقب الثاني حافظ المنتخب السعودي على لقبه في نسخة 1988 التي أقيمت في قطر.. وقع حامل اللقب في المجموعة الثانية.. ونجح في تأكيد أفضليته بتصدرها فيما حلت الصين ثانيا.. وتصدرت كوريا الجنوبية التي سرعان ما استفاقت من صدمة خروجها المذل في البطولة السابقة المجموعة الأولى وحلت إيران ثانيا. وتجاوز المنتخب السعودي نظيره الإيراني في الدور نصف النهائي بالفوز عليه بهدف دون رد فيما كانت كوريا الجنوبية هزمت الصين 2-1. وفي المباراة النهائية فشل الأخضر والكوري الأحمر في هز الشباك طوال 120 دقيقة ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح كأول بطولة آسيوية تحسم بهذه الطريقة.. ونجح السعوديون في انتزاع اللقب بعد أن سجلوا أربعاً من ركلاتهم الخمس.. ليتوج الأخضر باللقب للمرة الثانية على التوالي. تأكيد ألأفضلية ظهرت اليابان للمرة الأولى في كأس الأمم الآسيوية في العام 1992 عندما نظمت البطولة.. يومها تصدر الأخضر السعودي حامل اللقب المجموعة الثانية بعد تعادله مع الصين وقطر وفوزه على تايلاند.. وفي الدور نصف النهائي تغلب المنتخب السعودي على الإماراتي2-0 قبل أن يخسر لقبه أمام صاحب الأرض والجمهور بهدف دون رد بعد مباراة رائعة قدم فيها الصقور الخضر كل شيء إلا هز الشباك. بيد أن الأخضر سرعان ما استعاد كأسه المفضلة في نسخة 1996 التي أقيمت بالإمارات وشهدت ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 12 منتخبا قسمت على ثلاث مجموعات يتأهل الأول والثاني منها إضافة إلى أفضل ثالثين في المجموعات الثلاث. تأهل المنتخب السعودي عن المجموعة الثانية وتغلب في الدور ربع النهائي على الصين 3-2 ثم نجح في إقصاء إيران الذي لم تفده أهدافه الستة على كوريا فتفوق عليه بركلات الترجيح 4-3 بعد أربعة أشواط سلبية، فيما كانت الإمارات فازت على الكويت بهدف دون رد. ونجح المنتخب السعودي في استعادة كأسه المفضلة عندما هزم الإمارات في المباراة النهائية بركلات الترجيح 4-2 بعد أشواط سلبية أيضا. الأخضر بلا ألقاب مع دخول البطولة نسختها الثانية عشرة في عام 2000 أصبحت أكثر قوة وإثارة ومعها غاب الأخضر السعودي عن الفوز باللقب واكتفى ببلوغ المباراة النهائية مرتين. وكان الحدث الأهم في الدور التمهيدي هي الخسارة المفاجئة للمنتخب السعودي حامل اللقب أمام نظيره الياباني 4-1 خاصة أنه حتى الهدف السعودي كان نتيجة خطأ لاعب ياباني أدخل الكرة مرماه، فاتخذ الاتحاد السعودي قراراً سريعا بإلغاء عقد الصربي ميلان ماتشلا وتعيين الوطني ناصر الجوهر بدلا عنه.. وكان المنتخب السعودي في ذلك الوقت يضم لاعبين جدد يمثلون جيلا واعدا يقودهم نواف التمياط وعبدالله الواكد ومحمد نور ومحمد الشلهوب.. إضافة إلى جيل الكبار المتمثل في سامي الجابر ومحمد الخليوي وحمزة إدريس والعملاق محمد الدعيع. ونجح الأخضر سريعا في تجاوز كبوة البداية بالتعادل مع قطر والفوز العريض على أوزبكستان 5-0 وهي المباراة التي شهدت ولادة الموهوب محمد الشلهوب الذي سجل ثلاثة أهداف، وتأهل المنتخب السعودي مع اليابان وقطر إلى الدور ربع النهائي ليلحقوا بمنتخبات إيران والعراق عن المجموعة الأولى والصين والكويت وكوريا الجنوبية عن المجموعة الثانية.. ونجح الأخضر في إقصاء الكويت في الدور ربع النهائي 3-2 بعد مباراة تألق فيها نواف التمياط بشكل لافت.. فيما كانت كوريا الجنوبية أقصت إيران 2-1 وأقصت الصين قطر 3-1 واليابان العراق 4-1، وفي نصف النهائي تجاوز المنتخب السعودي كوريا الجنوبية 2-1 واليابان الصين 3-2. وتألق السعوديون كثيرا في المباراة النهائية وكانوا أقرب للكأس وكان يمكن أن يحملوها لو أن ركلة الجزاء التي سددها حمزة إدريس هزت الشباك اليابانية.. ولكنها لم تفعل ذلك لتستعيد اليابان كأسها المفقودة بعد فوزها بهدف يتيم. نتائج لاتليق في عام 2004 قدم الأخضر نتائج لاتليق بسيد القارة، منذ البداية كان واضحا أن فرص المنتخب السعودي في المنافسة محدودة.. بعد أن توالت إصابات اللاعبين بشكل غير طبيعي.. فأصيب محمد الدعيع ومبروك زايد وأسامة المولد ومحمد نور ومحمد أمين وعبدالله ومحمد الشلهوب ونواف التمياط فلم يسافروا مع المنتخب إلى الصين.. وكانت النتيجة أن حل المنتخب السعودي رابعا في مجموعته بخسارتين وتعادل. مقلب الطيران سرعان ما استعاد المنتخب السعودي حضوره الآسيوي في نسخة 2007 التي أقيمت في أربع دول هي إندونيسا وفيتنام وماليزيا وتايلاند، وعلى الرغم من أن الأخضر شارك بلاعبين جلهم يفتقدون إلى الخبرة الدولية بعد اعتزال العديد من النجوم دوليا بعد مشاركتهم في كأس العالم 2006.. إلا أنه تصدر المجموعة الرابعة وتأهل معه كوريا الجنوبية. وفي ربع النهائي أقصى المنتخب السعودي نظيره الأوزبكي قبل أن يتألقوا بشكل لافت للنظر في الدور نصف النهائي عندما أقصوا حامل اللقب المنتخب الياباني 3-2 بأهداف ياسر القحطاني ومالك معاذ (هدفين) فيما فازت العراق على إيران بركلات الترجيح بعد انتهت الأشواط الأربعة بالتعادل السلبي. تضرر المنتخب السعودي من خوضه مباراة نصف النهائي في فيتنام التي تبعد أكثر من عشر ساعات بالطيران (على دفعتين) عن إندويسيا فيما استفاد العراق من خوضه مباراته الأخيرة في ماليزيا على بعد ساعة فقط من العاصمة الإندونيسية. ونجح المنتخب العراقي في الفوز بكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه بعد أن كسب المنتخب السعودي بهدف دون رد، ليدخل نادي الأبطال. مستويات متواضعة عاد المنتخب السعودي ليقدم مستويات متواضعة في بطولة 2011 وخرج من الدور الأول وكانت آخر نتائجه الخسارة من اليابان 0-5 وهي أسوأ نتيجة للأخضر وكانت البطولة شهدت طرد المدرب البرتغالي بسيرو والتعاقد مع ناصر الجوهر ولكن هذه المرة لم يفعل الجوهر مافعله قبل 11 عاما.