رغم قرب حي الخالدية بنجران، من الدوائر الحكومية، إلا أنه لم يحظ بالتفاتة تعيد له رونقه، فالسفلتة والحفر عنوانان أمام الزائر لأركانه، وتراكم النفايات التي وصلت حد المدارس أمر يدعو للحيرة، وأزقته الضيقة تشكل معاناة للسكان الذين ما زالوا يأملون في أن يحظوا كغيرهم بخدمات وصلت إلى أحياء لا تشكل نفس أهمية الحي الذي يحتل موقعا استراتيجيا في قلب مدينة نجران. ويعتبر الخالدية من أهم الأحياء بالمنطقة؛ نظرا لموقعه الاستراتيجي، حيث يقع بالقرب من كثير من الإدارات الحكومية والمؤسسات والشركات والبنوك، لكن هذا الحي ما زال يكتظ بالعمالة الوافدة النظامية وغير النظامية ومن مختلف الجنسيات، والتي تشكل تجمعات بحثا عن عمل بعيدا عن تنظيم الكفلاء وبطرق نظامية، وتشكل مصدر خوف للسكان الذين يقعون بين مطرقة مخاوف من هذه العمالة وسندان الإهمال الذي ما زال يضرب بأطنابه في أرجاء الحي العشوائي الذي يفتقر إلى التنظيم والخدمات الأساسية التي تشكل مناظر خادشة للذوق العام، والمتمثلة في تدني مستوى النظافة وتراكم النفايات، وعدم تنظيم المحال التجارية البعيدة عن الرقابة، رغم مطالبات الأهالي المتكررة بضرورة رفع الضرر الذي يعاني منه الحي الذي أصبح عنوانا للإهمال الحقيقي. يقول صالح اليامي: الحي يعاني من فوضى أصبحت تخيف الأهالي الذين اختلط أبناؤهم الصغار بكثير من الوافدين الذين يشكلون تجمعات غير صحية، ويجب أن تباشر اللجان أعمالها وأن تفض هذه التجمعات بحيث يباشر كل عامل عمله لدى كفيله بدلا من التسكع في شوارع الحي بحثا عن عمل، مشيرا إلى أن أي مواطن يبحث عن عامل عليه أن يتجه إلى الحي وسيجد العشرات من العمال في انتظاره وفي كل مجالات العمل، وتمنى أن يزال هذا الخطر الذي يعاني منه الحي سنوات طويلة دون أي معالجة، موضحا أن ما يزيد الأمر سوءا هو الخوف من الأمراض جراء تراكم النفايات في أرجاء الحي وبالقرب من المدارس والمحال التجارية، والتي لا تخلو من مخلفات البقالات وسكن العمال الوافدين. وأضاف سالم الزبيدي: إن المشاريع الجاري تنفيذها تسير ببطء والأمر يدعو للشفقة، حيث السلفتة الرديئة والحفر الوعائية التي أثرت على حركة السير، وألحقت أضرارا بسيارات العابرين، مشيرا إلى أنهم يخجلون من وضع الحي ويطالبون الأمانة بأن تضعه في أجندة اهتماماتها ليحظى السكان بما وفرته الدولة لهم أسوة ببقية المواطنين في مختلف مناطق المملكة، وأوضح أن الحاويات قديمة والنفايات متراكمة نتيجة غياب الاهتمام والرقابة على أوضاع الحي. وأوضح صالح الغامدي، أن حي الخالدية يعاني كثيرا من تكاثر العمالة الوافدة التي تشكل تجمعات أمام المنازل والمحال التجارية، حتى أنهم أصبحوا يخافون على أبنائهم من الخروج لوحدهم يمارسون لعبهم، واستغرب بقاء هذه التجمعات وعلى مرأى من الجميع دون أي تدخل يسهم في تنظيم الحي وإزالة هذا الخطر الداهم.