في اليومين الماضيين، أعلن عن عودة لجنة الرقابة على المنشطات لممارسة نشاطها بفحص لاعبي كرة القدم، وذكر الدكتور صالح القنباز رئيس اللجنة خبرا جديدا هاما مفاده أن اللجنة سوف تعتمد إعلان اسم المادة الممنوعة التي تعاطاها اللاعب حتى لو كانت من المخدرات، مؤكدا أن «الفيفا» على أية حال يعلن اسم المادة. نحن في الوسط الصحي (والدكتور صالح القنباز زميل قديم متجدد لنا في هذا الوسط وصديق قديم عرفته محبوبا من الجميع دمث الأخلاق حسن النوايا حاضر النكتة) حساسون جدا لأمر سرية معلومة المريض، ومنها تحاليله، واللاعب ليس مريضا، ولكنه بشر أدخلت عينة من سوائل جسمه في جهاز تحليل لمعرفة مكوناتها، ومجتمعنا يختلف كثيرا في ارتباطه الأسري بل والقبلي، وتأثر الأسرة بالفرد وتأثره بها وحساسية المجتمع لكلمة (مخدرات) اختلافا كبيرا عن أي لاعب من مجتمع آخر يتعاطى معه الفيفا، حيث لا تتأثر أسرة اللاعب الأجنبي الصغيرة (زوجته وأطفاله) بما ينشر عنه من سلوكيات، وهذا الاختلاف الذي يكره البعض تسميته (خصوصية) موجود ومعروف وثابت يطول التفصيل فيه؛ لذا فإنني أقترح أن تتمسك اللجنة بموقفها السابق رغم ما تعرضت له من اتهامات كان لأمينها العام السابق دور فيها، وأن لا تصرح بنوع واسم المادة، إلا إذا بالغ اللاعب في الاعتراض وكابر واتهم اللجنة وطلب ذكر اسم المادة، ودع الفيفا يكتب ما يريد خارجيا في موقعه. من جهة أخرى، وبناء على تجارب سابقة تسببت مرارا في توقف نشاط اللجنة في مجال كرة القدم بسبب الميول أو تهمة الميول والمهاترات التي لا ولن تتوقف، ولأننا ندرك أن عمل مختبرات التحليل وكل ما يتعلق بالتحليل حتى في الأغذية والأدوية حافل بالخلافات والاعتراضات التي لا تنتهي إلا بالتحليل في مختبر محايد (أجنبي)، وحيث إننا وبسبب التعصب والميول وتهمة الميول نستقدم حكاما أجانب فنرتاح، ونستقدم مدربين أجانب فيتقبلهم اللاعبون، ونظرا لحساسية أمر المنشطات، فإنني أقترح أن يرأس اللجنة مواطن سعودي (الدكتور صالح القنباز أو غيره لاحقا)، أما بقية الأعضاء وأمين اللجنة وفنيوها فمن الأجانب غير الناطقين بالعربية، وإن أمكن أنهم من الصم البكم فخير كثير وعسانا نسلم. وأخيرا، أدرك أن قراء الكاتب الاجتماعي لا يحبون خوضه في مجال الرياضة، لكن عندما يتعلق الأمر بشأن إنساني (ضرب جمهور أو إتلاف ممتلكات حكم أو ترويع صحفي)، أو شأن وطني مثل الهتافات العنصرية فإن تدخلنا ضرورة!. مقالة للكاتب محمد الاحيدب عن جريدة عكاظ