بغداد: حمزة مصطفى أكدت وزارة الدفاع العراقية صحة ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن سقوط طائرة هليكوبتر عسكرية عراقية أثناء مواجهات مع مسلحين حاولوا اقتحام مقر عسكري في منطقة بيجي بمحافظة صلاح الدين. وقال الفريق الركن محمد العسكري، المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «إحدى طائراتنا العسكرية، وخلال مواجهات مع مجموعة مسلحة في منطقة بيجي، أسقطت بعد أن تعرضت لنيران مسلحين». وأضاف أن «العملية جرت صباح اليوم (أمس)، وتعرضت الطائرة لأضرار، وننتظر التقرير النهائي بشأن ملابسات ما وقع خلال هذه المواجهات، لا سيما أنه جرى إفشال الهجوم على أحد المقرات العسكرية». وبشأن ما تردد عن هبوط طائرة ثانية اضطراريا خلال المواجهة نفسها، نفى العسكري صحة هذه الواقعة قائلا إن «طائرة واحدة فقط هي التي تعرضت للهجوم وأسقطت، ولا صحة لغير ذلك من أنباء». وكان مصدر عسكري أعلن في بيان أمس، أن «اشتباكا مسلحا اندلع في ساعة متقدمة من ليل أمس (أول من أمس) بين قوة من الجيش العراقي ومسلحين مجهولين حاولوا اقتحام مقر للجيش العراقي في منطقة السكرية، غرب قضاء بيجي، (40 كم شمال تكريت)، من دون معرفة حجم الخسائر البشرية»، مضيفا أن «طائرة مروحية هرعت إلى منطقة الحادث لتقديم الدعم الجوي لعناصر حماية المقر، أطلق المسلحون النار باتجاهها من أسلحة (...)، مما أسفر عن سقوطها ومقتل طاقمها المكون من أربعة أشخاص في الحال». وأضاف المصدر أن «قوة من الجيش هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت جثث القتلى إلى دائرة الطب العدلي، بينما نقلت حطام الطائرة إلى داخل مقر الجيش»، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية نفذت عملية دهم وتفتيش للبحث عن المهاجمين الذين فروا إلى جهة مجهولة». ورغم نفي «الدفاع» اضطرار طائرة ثانية للهبوط، فإن مصدرا عسكريا في محافظة صلاح الدين أعلن أن طائرة مروحية تابعة للجيش العراقي اضطرت إلى الهبوط بعد إصابتها بنيران مسلحين مجهولين خلال عملية أمنية نفذتها، شمال تكريت، (170 كم شمال بغداد). وأضاف المصدر في بيان أن «طائرة عسكرية تابعة للجيش العراقي تعرضت لنيران أرضية من قبل مسلحين مجهولين خلال مشاركتها في عملية أمنية بمنطقة السكرية، غرب قضاء بيجي، التي شهدت سقوط مروحية عسكرية، في ساعة متقدمة من ليل (أول من) أمس، خلال اشتباك مسلح بين قوة من الجيش ومسلحين مجهولين»، مبينا أن «الطائرة اضطرت للهبوط في قاعدة الصينية الجوية بعد إصابتها، من دون وقوع خسائر بشرية أو مادية». يذكر أن أوساطا سياسية وعشائرية بدأت ترشح محافظة صلاح الدين كإحدى «حواضن» تنظيم القاعدة بعد أن كانت قد شهدت هدوءا أمنيا خلال السنوات الماضية. ورغم انتقال مجاميع من تنظيم القاعدة من محافظة الأنبار الغربية، بعد تشكيل الصحوات ومجالس الإنقاذ أواخر عام 2007 إلى محافظة نينوى شمال العراق وديالى وجزء من محافظة كركوك - فإن صلاح الدين بقيت بمنأى عن تلك التأثيرات. لكن المتغير الأهم في صلاح الدين تمثل في زيادة أعمال العنف بعد اقتحام الجيش العراقي ساحة اعتصام الحويجة في الثالث والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، وهو ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من بين المتظاهرين. وفي حين كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان عن تورط مسؤولين عسكريين كبار في عملية الاقتحام، فإن أي إجراءات لم تتخذ بحقهم. وفي تطورات أمنية أخرى أوردتها وكالة الصحافة الفرنسية، قتل خمسة أشخاص في هجمات متفرقة ببغداد وشمالها. ففي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة لواء في الشرطة إن «شخصا قتل وأصيب 11 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة على مقربة من مبنى المحافظة، في وسط المدينة». وفي بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية إن «شخصين قتلا وأصيب ستة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة عند سوق لبيع الخضر في منطقة النهروان» إلى الجنوب الشرقي من بغداد. كما اغتال مسلحون في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) خالد الجنابي، مختار منطقة الخيلاني، بعد مداهمة منزله بعد منتصف الليلة قبل الماضية، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وفي هجوم آخر، قتل شرطي وأصيب اثنان من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في المقدادية (شمال بعقوبة)، وفقا لمصادر أمنية وطبية.