×
محافظة المنطقة الشرقية

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فيتنام يقدم أوراق اعتماده

صورة الخبر

يبدو أن بعضنا ما زال يصر على طرح أسئلة لم تعد تنتمي لعصرنا هذا أو تفيده.. بكل عولمته ومخترعاته وتقنياته والاحتمالات التي تحملها لأجوبة تحمل حلولا مستجدة علمية ومرضية. في عصرنا هذا لابد أن يتزامن البحث عن إجابة بالاجتهاد لتوضح متطلبات الحاضر ومطالب وضغوط المستقبل, لكيلا نبقى خارج الزمن ونندثر بين الأمم. فليس المهم هو تكاثرنا عددا بقدر ما هو تقدمنا علما وقدرة ومهارة. وأي إجابات مفصلة جاءت لتحل مشاكل زمن ماض لن تحل مشاكلنا اليوم. السؤال عن قدرات المرأة ودورها في المجتمع يجب ألا يبدأ بفرضية أنها أقل قدرة من الرجل، بل بتقبل أن هناك فروقا في القدرات الفردية لا تتعلق بالفروق الجسدية. بل إن أسلافنا لم يحرموا النساء القياديات من القيام بدورهن في القيادة ومسؤوليتها المجتمعية. ومع هذا فالرأي الأصح تعبيرا عن الواقع هو أن ليس كل امرأة عاجزة عن توضيح احتياجاتها ومناقشة قضاياها وقضايا المجتمع؛ مثلما ليس كلهن قادرات على ذلك. والأجدى أن ينظر إليها بموضوعية في كل حالة ولا يسرى رأي واحد يعمم على كل النساء بضعف أفكارهن أو عجزهن عن تحمل المسؤولية مقارنة بالرجال أو تفوق كل الرجال على النساء.كل رأي ينفي كفاءة قدراتها العقلية ويحرمها من المساهمة لمجرد أنها أنثى هو رأي خاطئ طالما هو معمم على الجميع. وقد يصدق إن قيل عن امرأة معينة فهناك بين النساء مثلما بين الرجال درجات من القدرة ومن العجز. بعض النساء عاليات النبرة مما لا يريح المجتمع التقليدي بشقيه نساء ورجالا.. ولكن علو النبرة يعبر عن شدة الضيق ورفض استمرار المعاناة وكأنها الوضع الطبيعي الذي لا يناقش ولا يعترض عليه. كل شيء ما عدا الثوابت الواضحة قابل للبحث والنقاش والاعتراض عليه والتغيير لما هو أفضل. وأقول من متابعتي لمحاولات التغيير تحت مظلة القانون: النتائج لا تأتي فقط عبر الكلام والجدال والصراخ الذي قد يلفت النظر الى كونها غير راضية ولكن ليس بالضرورة ينتج تغييرا إيجابيا في النظرة إليها أو التعامل مع رغباتها. تغيير النظرة الى قدرات المرأة - ليس كامرأة بل كإنسان - يتم فقط بإثبات ذلك عبر العمل المنجز على أرض الواقع في مجال تخصصها. وحين تثبت أنها الفرد الكفء لا يبقى هناك مجال للرفض إلا من منطلق عدم استعداد للتطورفرديا. كل ما نحتاج أن نفتح لها بوابات إثبات نفسها لا أن نغلقها خوفا من أنها ستخرج عن الدور المنحصر في إرضاء من يود أن يبقيها منحصرة بين الجدران لا هوية لها إلا مضافة إليهم. حين تفتح لها الأفق وتتعلم الطيران.. هي ليست عاجزة عن التحليق.