المتمعن في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله التي أعلن عنها يوم السبت الماضي التي تضمنت ولله الحمد نجاح المصالحة بين الشقيقتين قطر ومصر.. وما احتوته هذه المبادرة من خطوات إيجابية موفقة أثمرت بتوفيق الله عن لقاءات أخوية وحبية بين الشقيقتين مصر وقطر. المتمعن جيداً في كل خطوات وأبعاد هذه المبادرة مؤكد أنه تلقائياً سيطرح تساؤلات طبيعية كثيرة.. بل وسيذهب بهذه التساؤلات إلى خارج حدود هذه المبادرة وهذا الحدث العظيم من حيث المكان والزمان والأطراف.. حصيلة هذه التساؤلات المتتالية ستقدم للمتمعن كماً لا يحصى من الإجابات التي تحمل الكثير من الحقائق التاريخية المشرفة عن هذا الوطن وعن قادته وخاصة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأمد في عمره. أهم هذه التساؤلات.. لماذا وهب الله هذه البلاد وحكامها هذه المكانة التي مكنتهم ومنحتهم حمل هموم العرب والمسلمين؟ لماذا قادة هذه البلاد على مدى التاريخ حملوا أنفسهم عناء وهمّ ومشقة القيام بمثل هذه المبادرات على المستوى الإسلامي والعربي والإقليمي؟! لماذا توارث قادة هذا الوطن همّ لم شمل ووحدة المسلمين والعرب.. لماذا هذه البلاد وقادتها وشعبها ظلوا عبر هذه السنوات يمثلون الأمل لكل القادة والشعوب العربية والإسلامية والعربية عند الخلافات والأزمات والمواقف الصعبة؟ لماذا قادة هذه البلاد حاضرون برأيهم وبحكمتهم وبدعمهم لكل مافيه خير لشعوب الأمة الإسلامية والعربية.. قادة حاضرون بما وهبهم الله من قدرات قيادية ومحبة ذاتية.. قادة حاضرون بالمكانة الإسلامية والوطنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهذه البلاد.. قادة لهم مكانة سخرها ملك بعد ملك بتوفيق من الله لخدمة المسلمين والعرب من أجل الوحدة الإسلامية والعربية.. السوال الأهم لماذا قادة هذا الوطن قادة مختلفون عن القادة الآخرين "الصامتون" !! الذين لا دخل لهم في هموم شعوب هذا العالم الإسلامي ولا شأن لهم بمشاكل وخلافات العرب! تساؤلات كثيرة لكن إجاباتها بتوفيق الله حاضرة خالدة بكل فخر ومشهودة للمسلمين وللعرب على مدى عهود حكم هذا الوطن.. ولعل العهد الحاضر لقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خير وأكبر دليل وأعظم شاهد حاضر على هذه الحقيقة التاريخية المشرفة.. وهو الملك الذي أخذت منه أحوال الأمة الإسلامية والعربية والخليجية الشيء الكثير والكثير.. من همومه ومن تفكيره ومن وقته وظلت هذه الهموم دوماً الشاغل الأكبر له.. وظل هاجس لم الشمل ونبذ الخلافات وتوحيد الصفوف طموحة الأكبر على المستوى الإسلامي والعربي والخليجي. وفي الزمن الحاضر يشهد الله كم هي المواقف وكم هي المبادرات وكم هي الاجتماعات التي بادر بها وأطلقها حفظه الله وشارك فيها ودعمها وتبناها وباركها على المستوى الإسلامي والعربي والإقليمي.. فكانت القمم العربية والخليجية وكانت مؤتمرات واجتماعات المصالحة الفلسطينية والمصالحة الخليجية والمصالحة اليمنية التي أثمرت ولله الحمد عن الكثير من النتائج الإيجابية.. وغير ذلك من المؤتمرات والحوارات العالمية المختلفة في شتى المجالات السياسية والدينية والاقتصادية والعلمية على كافة المستويات! هذه المبادرات التي تعكس مكانة هذا الوطن ومكانة هذا الملك الصالح وهي مكانة وهبها الله لهذه البلاد ولقادتها وهذه من نعم الله على هذه البلاد وشعبها. حفظ الله هذا الوطن وقيادته وشعبه وهنيئاً له وهنيئاً للأمتين العربية والإسلامية بهذه الأمانة وبهذه المسؤولية في هذا الملك .. وهذا الشرف الذي وهبه الله لهذه البلاد ولقادتها ولشعبها أدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.. فهي بحمد الله وفضله وتوفيقة تمثل حاضراً ومستقبلاً ركيزة الإسلام والمسلمين في هذا العالم ورمز وحدتهم.