أغلقت أمانة جدة عددا كبير من المطاعم المخالفة خلال الأيام الأخيرة الماضية، في حركة تفتيشية أشبه ما تكون بالصحوة المفاجئة بعد سبات، وشمل الإغلاق مطاعم مشهورة وأخرى عالمية، بعضها ملك لعدد من وجهاء البلد وأعيانه. ولو سألت مسؤولا في الأمانة عن هذا التحرك الواسع، لأكد أن هذا العمل مستمر ولم يتوقف وفي كل يوم تغلق الأمانة مطعما مخالفا، لكن الجديد اليوم هو عملية التشهير التي اعتمدتها الأمانة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر خبر الإغلاق مع الصور، وهنا لا ندري هل نشكر الأمانة أم نشكر "تويتر". صحة الإنسان تأتي دائما في المقام الأول ولا مزايدة عليها، وجدة كما هو معلوم تغلف الرطوبة أجواءها، وتتسبب بسهولة في تلف الأغذية التي لا تحفظ في درجات حرارة منخفضة، وهذا الأمر كفيل بإغلاق١٠ مطاعم يوميا، إذا كان هناك عمل رقابي جيد كما تفعل أمانة جدة اليوم. كمستهلكين نقف وبقوة مع أمانة جدة، ونشد على أيدي العاملين والمسؤولين فيها، فنحن المتضررون أولا وأخيرا، بغض النظر عن الزوبعة التي يحاول ملاك المطاعم إثارتها بعد تضررهم من التشهير والاستعانة بالمحامين لمقاضاة الأمانة، لكن نتمنى ألا يكون هذا التحرك مجرد "بروبجاندا" إعلامية وبعدها تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ونتمنى كثيرا ألا تكون هذه الصحوة ذرا للملح في العيون، ولتغطية بقية المشكلات التي تعاني منها عروس البحر الأحمر وطرقها المزدحمة وشوراعها ذات الحفر وأحياؤها التي تفتقد إلى أبسط الخدمات.