حضت إيران الولايات المتحدة أمس، على التعامل معها في شكل «واقعي» وألا «ترضخ لضغوط إسرائيل»، معتبرة أن الانفتاح في العلاقات بين الجانبين أخيراً يشكّل «اختباراً لجدية الأميركيين وصدقيتهم». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حض لدى لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض الاثنين، على «تشديد العقوبات على إيران، إذا تابعت برنامجها النووي خلال المفاوضات» مع الغرب. وأضاف: «ضروري أن تزيل إيران برنامجها النووي العسكري». أما أوباما فطمأن ضيفه إلى أنه يدخل المفاوضات مع إيران «برؤية واضحة جداً وكثير من الحذر»، مضيفاً: «لا بد أن نعرف ما إذا كان (الإيرانيون) جديين فعلاً عندما يعدون باحترام القوانين الدولية». واعتبر أن «الإيرانيين يبدون مستعدين للتفاوض، بفضل العقوبات التي تُعتبر سابقة ونجحنا في فرضها في السنوات الأخيرة»، مكرراً تلويحه بـ «الخيار العسكري، لتأمين ألا تملك إيران أسلحة نووية». وعلّقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون على دعوة نتانياهو والكونغرس الأميركي إلى تشديد العقوبات على طهران، قائلة: «ليس لي أن أُبلغ الكونغرس بما يفعله». واستدركت أنها تريد المشاركة في المحادثات المقررة مع إيران في جنيف منتصف الشهر «في أفضل أجواء ممكنة، ويعني ذلك وجوب أن نُظهر استعداداً ونية حسنة للجلوس والتحدث، ونـتوقع الأمـر ذاته في المقابل». وأشارت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إلى أن «التعاطي بين إيران وأميركا هو في إطار المفاوضات النووية»، مضيفة: «لا نبحث في العلاقات الثنائية والقضايا المرتبطة بالجذور التاريخية العميقة للخلافات بين البلدين». ونبّهت إلى أن «هذا التعاطي هو بمثابة اختبار لمدى جدية الأميركيين وصدقيتهم وإرادتهم لتكريم الشعب الإيراني، والإقرار بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية». وحضت الإدارة الأميركية على «التعامل مع إيران على أساس سياسة واقعية، والامتناع عن الرضوخ لضغوط إسرائيل الناجمة عن عزلتها وغضبها، لأن العالم رحّب بسياسة الحكومة الإيرانية». وتطرّقت أفخم إلى احتجاج نظمه متشددون ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني، لدى وصوله إلى طهران عائداً من نيويورك، قائلة إن «المجتمع الإيراني متعدد الصوت، والأطياف المختلفة تبدي وجهات نظرها، والحكومة لا تعتبر الأمر انتقاماً (من جهة) للتعويض عن فشلٍ في انتخابات الرئاسة». إلى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان أن «تسابق الدول الغربية للقاء روحاني في نيويورك، يعكس اقتدار الشعب الإيراني وعزته»، ورأى في «سعي الرئيس الأميركي إلى لقاءٍ مع روحاني، فخراً عظيماً للشعب الإيراني». على صعيد آخر، استبعد حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، مشاركة روحاني في موسم الحج، بسبب «كثافة جدول أعماله». واستدرك: «نظراً إلى الآفاق الإيجابية بين إيران والسعودية، ورغبة الطرفين في توسيع العلاقات، ستُجرى لقاءات بين المسؤولين البارزين في أقرب فرصة». وكانت أفخم أشارت إلى أن طهران لم تتلقَّ دعوة رسمية من الرياض ليزور روحاني السعودية ويشارك في الحج.