×
محافظة المنطقة الشرقية

ردا على بيان لجنة الكونجرس الأمريكي.. النائب الدوسري: انحيـــــــــازكــــم الحقــــــــوقــــــــي تضليـــــــــــل ودعـــــــــم للمتجاوزين وتدخل في شؤون البحرين

صورة الخبر

الهروب إلى الخارج بدل التهديد الداخلي هارون: مرحبا، كيف حالك؟ لديّ خبر سارّ سأزفه لك صديق هارون عبر الهاتف هيا، أخبرني هارون: لقد حصلت للتو على تأشيرة إلى فرنسا، بمجرد وصولي إلى هناك، سآتي لزيارتك أو سأعطيك عنواني وستأتي لزيارتي، وسأقوم أنا بذلك عندما أتعرف أكثر على المدينة. صديق هارون عبر الهاتف: نعم طبعا بالتأكيد. في العاصمة الأفغانية كابول يعيش هارون الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، اشتغل لمدة أربع سنوات كمترجم للجيش الفرنسي، بعد إجراء دام عاما كاملا، حصل على الحماية من فرنسا، لقد قرر الذهاب بعد أيام. هارون: لا أنسى تلك الأيام التي اشتغلت فيها إلى جانب العساكر، ستبقى خالدة في ذاكرتي، الذكريات موعد هارون مع الرصاص حدث في اليوم الذي رافق خلاله قافلة عسكرية لتزويد القاعدة الفرنسية بمواد غذائية.، وعن ذلك اليوم قال هارون: في لحظة ما ظننت أننا قد قتلنا، المتمردون كانوا في نقطة محددة من الجبل وكنا في الأسفل. الوضع كان خطيرا. انتابني الخوف، الجميع كان يصرخ، لحسن الحظ، قمنا بالرد، تابعنا المسير وأسرعنا، واصلنا الطريق وجاء الجيش الوطني لنجدتنا، وبعدها سارت الأمور على ما يرام، كدنا أن نكون في عداد الأموات. القوات الفرنسية تخلت عن بعض مساعديها رغم المظاهر الحرب لم تنته بعد بمغادرة القوات الفرنسية في العام ألفين وأربعة عشر. تهديد متمردي طالبان ما زال متواصلا وهارون مصنف في قائمة الخونة، ولكن هارون لا يعتبر ذلك خيانة: أنا فخور لأننا ساعدنا القوات الفرنسية، لقد كانت مسؤوليتي العمل والمساعدة والتنسيق مع الجنود الفرنسيين ومنظمة حلف شمال الأطلسي وغيرهما أنا فخور ولست نادما. الهروب هو الثمن الذي سيدفعه هارون. قبل مغادرته، قرر الاحتفال بنهاية شهر رمضان مع عائلته. هارون: عيدكم مبارك العيد المقبل سأكون في فرنسا.. وهو ما يؤكده عبد الكبير عمّ هارون. هارون: سأتصل بكم عبر سكايب. عبد الكبير، عمّ هارون تحدث عن الوضع وقال: البقاء هنا أصبح خطيرا على هارون، نحن سعداء لكونه سيغادر إلى فرنسا، لأنه سيعيش في سلام، ليحمه الربّ. هارون: لا يوجد لديّ خيار آخر، حياتنا في خطر، إذا عمّ السلام في أفغانستان، يمكننا العودة لبناء الوطن، ولكن متى سيتحقق هذا الأمر؟ لست أدري. اليوم، ولأول مرة، يترك هارون عائلته وأفغانستان، والوجهة فرنسا حيث تنتظره حياة جديدة. نجيب حبيس مدينة كابول في الجهة الأخرى من المدينة يعيش نجيب، الذي لم يسعفه الحظ كمواطنه هارون. نجيب يعمل في راديو الأمل، التي أنشأها الجيش الفرنسي في منطقة كابيسا المضطربة. نجيبب تلقى عدة تهديدات من قبل حركة طالبان، مما جعله يعيش في عزلة مع زوجته وطفليه. إنه يشعر وكأنه سجين في كابول ويتوخى الحذر قدر الإمكان خلال تحركاته. نجيب قال عن حياته: يقولون بأننا خونة وإذا أمسكونا وتمكنوا من القبض علينا سيقتلوننا، سيقطعون رؤوسنا أو سيحرقوننا أحياء. إنهم يتصلون بنا عبر رقم الإذاعة ويهددوننا بكونهم يعرفون أصواتنا ووجوهنا وحتى أماكن تواجدنا وبأننا لن نسلم من قبضتهم. هذا الوضع لا يقتصر فقط على نجيب. من بين ثلاثمائة مترجم سابق اتصلوا بالسفارة الفرنسية، حوالى مائة فقط، تمكنوا من المغادرة إلى جانب عائلاتهم، بينما تمّ رفض طلب توطين الاخرين في فرنسا. نجيب يلتقي بزملائه السابقين من مترجمي القوات الفرنسية في أحد الأحياء الأكثر أمنا في العاصمة الأفغانية. هم أيضا تعرضوا إلى التهديد. إنهم يشعرون بأنهم ضحايا الظلم. وفي ظلّ تهديد التمردين وتردي الوضع الأمني، يزيد إصرار نجيب على مواصلة المطالبة بتأشيرة إلى فرنسا، وفي هذا الشأن قال: نريد أن نرفع أصواتنا ضد هذا الرفض، وأن يشرحوا لنا الأسباب وما هي معايير القبول، وما الفرق بيننا وبين من ذهبوا؟ هذا ليس عدلا، لقد شاركنا في البعثات واجتماعات القرية، كنا إلى جانب القوات الفرنسية، وتمّ التعرف علينا الآن وبشكل واضح. أما زميله نصير فقال: هذه الصورة من الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الفرنسية، أنا هنا في الصورة، وكنت في مهمة في تاجاب، وهذه رسائل تهنئة من أشخاص مهمين. نجيب يعتبر أنه تمّ التخلي عن بعض مساعدي القوات الفرنسية: لدينا شعور بأن القوات الفرنسية تخلت عن بعض من عناصرها هنا. كانوا يقولون لنا بأننا عناصر بكامل العضوية في الجيش الفرنسي. ليس من العدل أن يتخلوا عن جزء من قواتهم هنا. مجموعة من المحامين في فرنسا أطلقت نداء، ونجيب إلى جانب زملائه السابقين يأملون أن تسير الأمور في صالحهم ويحصلون بدورهم على تأشيرات. كثر هم من أيدوا تواجد القوات الدولية في أفغانستان. عسكريون ومدنيون رحبوا بالفكرة، الأمر يمثل دخلا ماليا في بلد يصنف في خانة الدول الأكثر فقرا في العالم. البقاء في كابول على أمل تحسن الوضع معطي الذي يعمل في المعهد الفرنسي قال: للإقامة في كابول، ولعيش حياة كريمة والحصول على مدخول متوسط، يجب إيجاد عمل، عمل جيد مع دخل جيد، وفي أغلب الأحيان، الأمر ممكن مع الأجانب والمجتمع الدولي. معطي نجا من الموت بأعجوبة خلال الهجوم الانتحاري الذي خلف قتيلان وخمسة عشر جريحا في كانون الأول-ديسمبر ألفين وأربعة عشر، معطي متفائل وكله أمل، وعن هذا الأمل يضيف معطي: في الحقيقة، إذا فكرتم بأنّ هناك هجوم حدث اليوم، وسيحدث هجوم أخر يوم غد، فعليك مغادرة المدينة أو البلد. لا يمكننا القيام بذلك، إننا بحاجة إلى العمل من أجل بلدنا. كأفغاني، أعتقد أنه يتوجب علينا الالتزام ومواصلة العمل، وأن نكون أكثر تفاؤلا بالمستقبل . رغم آمال معطي في حياة أفضل، إلاّ أنّ العنف يتجدد، ليصبح سيد الموقف منذ أن بدأت القوات الدولية انسحابها في العام ألفين وأربعة عشر بعد أيام قليلة من لقائنا مع معطي، وقع هجوم أسفر عن مقتل أكثر من ثمانين شخصا وإصابة مائتين وثلاثين آخرين خلال مظاهرة سلمية في كابول. الهجوم تبناه ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. أحد عشر ألف شخص بين قتيل ومصاب تمّ احصاؤهم العام الماضي في أفغانستان. لا سلام ولا استقرار، التحالف الدولي الذي مكث ثلاث عشرة سنة في البلاد لم ينجح في تحقيق ذلك.