دأب كاتب ناشئ على إرسال قصصه غير المنشورة للروائي العالمي (وليام سارويان) (-) يطلب رأيه وتوجيهه، فلم يرد عليه حتى قرأ له قصة جيدة، فأرسل له رسالة مطولة نقتطف أهم ما ورد فيها مشيرين إلى أن (سارويان) من الكتّاب المتفائلين المحبين للبشر والحياة: (.. ينبغي أن يفهم القارئ قصدك بوضوح مهما كان قصدك معقداً، فإن كنت لا تعرف معنى ما تريد قوله فعليك ألاّ تعبر عنه أصلاً.. عليك ألا تعرض ما لا تستطيع التعبير عنه بنثر سهل جميل..) (إنسَ أنك كاتب لم يُنشر له إنتاج بعد.. اعتبر أنك الكاتب الوحيد في العالم.. ليس غروراً ولا ذاتية.. إنها ببساطة وجهة نظر ضرورية للكاتب.. احرص على أن تنعم بهدوء داخلي تتأمل به كل الأحياء شرها وخيرها بعين صافية.. كن جزءاً من العالم بقلب نقي.. كن مرحاً ومحباً ترى في قلب المأساة بعض الملهاة وفي الشر بعض الخير اربط في عملك بين الطرفين وأنت تبتسم..) (.. سأحاول أن أحدثك عن القصة وعن النثر عامة وقد نهبتك إلى الأهمية القصوى للوضوح.. الوضوح أولاً ثم السلاسة.. دع الكلمات تمضي إلى حيث موضعها بشكل طبيعي.. اقرأ ما كتبته بصوت عال وستلحظ الجملة أو اللفظة النشاز.. ينبغي أن تَعني باللغة شيئاً لا أعنيه ولا يعنيه أي كاتب آخر.. اكتب بأسلوبك الخاص.. إن في داخلك لغة خاصة قد لا تكون تبلورت تماماً ولكنها سوف تنضج إذا أصررت على أن تكون أنت لا أحداً آخر..). (.. إن منعك عن الكتابة أي شيء في العالم، مجاعة أو وباء أو حرب أو ظروف مادية فلا تكتب ولا تحاول الكتابة.. كن موظفاً شريفاً واسلك طريقاً بعيداً عن الكتابة.. لأنه إذا وُجد ما يمكنه أن يمنعك عن الكتابة فأنت لست كاتباً.. أمنياتي الطيبة.!)