×
محافظة حائل

«وزارةالإسكان» تحدد نقاط المستحقين للدعم السكني.. وترقّب لفرز الدفعة الثانية من المتقدمين

صورة الخبر

أتساءل لماذا تُستنفر تلك الإمكانات عند هبوط طائر وزاري على أرض جدباء للتحوُّل في عشية وضحاها إلى حديقة غنَّاء، تؤنس ذلك الطائر، فيلقي ببيضه طرباًُ لما يراه. إن خرجت من منزلك صباحاً متوجهاً إلى عملك، لتجد الشوارع النظيفة والأرصفة الملوَّنة والأشجار المقصوصة والمصفوفة، والأنوار المضاءة تزيِّن أرجاء المكان، والأمن مستتباً ودوريات الشرطة والمرور تنظِّم السير، والأعمال الخدمية تسير على قدم وساق، وعلى أكمل وجه، عندها لا تظن أنك ستسابق العصافير فرحاً، وستفوق الكروان غناءً، أو أنك مازلت تغط في نوم عميق حلماً بأنك تسير في شوارع نيويورك أو شوارع طوكيو وبكين، لأنك ستفوق حتماً على خيبة أمل وستفاجأ بأن المسألة كلها استعدادات لاستقبال زائر كبير، أو مسؤول مهم أو وزير، وليس نبلاً من مديري الدوائر الحكومية ومحافظيها في منطقتك. ولا تسافر بك الظنون بأن ما رأيته هو صحوة لضمائر مسؤولينا التي تحتاج إلى إنعاش كهربائي مستمر، لكي تصحو من غيبوبتها الدائمة والمملة، ولا تتأمل بأن ما رأيته إفاقة لأحاسيسهم التي أدمنت السبات والروتين السلبي للقيام بأعمالهم اليومية في مختلف الإدارات الخدمية. كما أنك لا تتأمل عزيزي القارئ بأنك سترى ذلك الحلم بصفة دائمة ويومية، لكنك حتماً ستعود في اليوم التالي إلى مناظر مرعبة قد اعتدت على مشاهدتها يومياً، لأن وزيرنا وموكبه قد غادر المنطقة. الأمر الذي يكشف النقاب على معرفة مهمة، كانت متبلورة لدينا بأن مديري دوائرنا الحكومية لا يعلمون عن حجم ونوعية معاناة المواطنين من سوء تلك الشركات التي تُنفذ مشاريعنا الخدمية، ابتداءً من نظافة الأحياء وشوارعها مروراً برداءة المشاريع التي تم تنفيذها وحتى المشاريع المنسية التي صُرفت مستحقاتها وتوارت عن التنفيذ، والتي يقوم مديرو الدوائر بالوقوف عليها ومباشرة الإشراف على آلية سيرها لمجرد معرفة المديرين والرؤساء المكلفين بتنفيذ المشاريع وأعمال الصيانة والنظافة والخ ليتضح للعامة أن مديري إداراتنا الخدمية يعلمون بسوء الأعمال والخدمات المقدَّمة للمواطن، ولكنهم يتجاهلون ذلك، وهو الأمر الذي يجعله يفز من مرقده لمجرد معرفته بزيارة شخصية مهمة للمنطقة. وكأنهم يعملون خوفاً من عقاب المسؤولين متجاهلين عقابه سبحانه وتعالى، ماذا لو اعتبر كل مسؤول بأنه سيأتي كل يوم زائر وبأن وزير وزارته حاضر معه، كيف سيكون حال شوارعنا ومدارسنا ومستشفياتنا وحدائقنا ومحاكمنا ومحافظاتنا ومصالحنا العامة، وآلية سير تنفيذ المشاريع، وخدماتها المختلفة والمتنوعة والمتعددة.الخ