×
محافظة المنطقة الشرقية

"مدينة البن" تنال إعجاب أمير جازان خلال تدشين المهرجان الثاني‎

صورة الخبر

عندما اندلعت معركة تعليم البنات قبل سنوات كان بطلاها الملك سعود ثم الملك فيصل بعد ذلك. ما كانت البلاد في تلك الفترة في حاجة إلى تباطؤ أو تأخير. حتمت دواعي التقدم على قادة هذه البلاد أن يمضوا بهذه البلاد إلى مجدها وحققوا إنجازات غير مسبوقة في بلد كان غارقا في التقليدية. أصبح تعليم البنات سلوكا طبيعيا وحظى بالقبول حتى من اشد المعارضين له. سجل بعض المؤرخين شيئا عن تلك المعارك مؤخرا على ضوء الروايات وبعض المراجع ولكن ضعف وسائل التسجيل وندرة المؤرخين في ذلك الزمن أضاعا كثيرا من حوارات تلك المعركة. تتكرر اليوم نفس المعركة ولكن هذه المرة على نتائجها. ما خاف منه الذين رفضوا تعليم المرأة هو ما يحدث الآن. تدور الحوارات اليوم حول الحجاب وحرية حركة المرأة وقيادتها للسيارة وحقها في العمل .. الخ. ساهم تعليم المرأة في إدراكها لحقوقها الإنسانية ومن عرف حقه فلن يتخلى عنه. انتصرت في معركة الوعي بنيلها كل أشكال العلم. والآن تريد أن تنتصر في معركة الحقوق. بدأت معركة الحقوق في السبعينيات على قدر من الهمس ثم خبت في الثمانينيات وانطفأت تماما أو (انتكست) في التسعينيات لتنبعث بقوة في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. يمكن النظر إلى المعارك التي تدور اليوم حول حقوق المرأة من عدة زوايا اجتماعية.. اقتصادية.. وفنية أيضا، رغم توفر وسائل متعددة ومفتوحة تسجل المعارك يوما بيوم وتسمح لكل من أراد أن يعبر عن رأيه إلا أن الزيادة مثل النقصان. بعد عشرين سنة من اليوم سيأتي من يحتاج أن يقرأ هذه المعارك لسبب أو لآخر. سيقابله ركام ضخم من المشاركات. معظمها في شكل إلكتروني. لك أن تتخيل أن يكون بين يدي المؤرخ نصف مليون وثيقة تتحدث عن حادثة صغيرة في معركة اكبر كقيادة المرأة للسيارة وهذه المعركة الأكبر هي واحدة من عدة معارك. معظم الآراء تطرح اليوم في شكل إلكتروني ومختصر. سيجد أن كماً هائلا من الآراء طرحت في التويتر على سبيل المثال. رأي مبتسر ومجزأ. المتوقع أن يختفي تويتر بعد عشر أو عشرين سنة أو يأخذ شكلا مختلفا. في حال اختفائه سوف تختفي معه كل الآراء التي طرحت فيه. كثير منا يتذكر المنتديات (الندوة والساحة الليبرالية والساحات).. الخ. كانت شعلة الإعلام ومركز الرأي . اختفت دون سابق إنذار واختفت معها كل الوثائق التي كتبت فيها. التويتر لن يكون استثناء وقد يكون الأكثر عرضة للاختفاء.. ما الذي سوف يفعله مؤرخ الزمن القادم. الله أعلم. لا أعلم ما الذي تفعله الجامعات والمكتبات العامة اليوم حول هذا الجدل الكبير. لم نسمع عن ندوات أو دراسات أو إحصاءات صدرت عن الجامعات والمكتبات تقارب هذه المواضيع أو تؤرخ لها أو تصنفها. ما هي علاقتها بالحوارات التي تدور اليوم بين فئات المجتمع ومثقفيه. لأننا نعيش ونساهم فيما يدور اليوم لا نرى حجمه ولا نستطيع أن نقدر مدى تأثيره، ستكون نتائجه كبيرة وحاسمة في المستقبل القريب. لابد من توثيقه حماية للحقيقة من الضياع. لمراسلة الكاتب: abakeet@alriyadh.net