حين نقلب الجانب الثقافي والإبداع الفني للراحل فكثيرون هم من كتب الأغنية وتوقف دعمه لهذا النشاط وللفنانين عند تلك النقطة، لكن سمو الأمير الراحل محمد العبدالله الفيصل الذي تتجدد في مثل هذه الأيام من رمضان المبارك ذكرى رحيله رحمه الله، حيث لم يتوقف طوال حياته من دعم الإعلام السعودي والعربي بكثير من ابداعاته الشعرية والغنائية من خلال ما قدمه لكبار فنانينا وفناني العالم العربي وكانت هذه الرعاية الى الدرجة التي نستطيع القول فيها ان كثيرا من الفنانين قد تيتموا بغيابه عن المشهد كما تيتمت الساحة الفنية برمتها ولم يعد هناك سامي إحسان ولم يعد هناك محمد شفيق اللذان كانا يأتيان بكل جديد من المواهب الفنية في بلادنا اليه ليدعمهما بقوة ويساعد على انطلاق هذه الموهبة او تلك في تحمل نفقات اسفار وتنفيذ الالبوم الأول الذي تخشى في العادة شركات الانتاج الفني التصدي له وحدث هذا في تقديم كثير من المواهب الغنائية عند بزوغ نجمها مثل عبدالمجيد عبدالله وعبدالله رشاد ومحمد ماجد وكثيرون غيرهم الى ان قدم ورعى مواهب ابراهيم الحكمي وعباس ابراهيم وفي اواخر حياته رحمه الله عندما قدم موهبة انس خالد، وكل ذلك كان في المراحل التالية من حياته اما ما يذكر له مع جيل التأسيس في الأغنية السعودية فكان تبنيه لمراحل انطلاق تسجيل فنانينا لأعمالهم الغنائية خارج المملكة وفي مصر ولبنان عندما دخل عهد التركات وهو الأمر الذي كان يكلفة التنفيذ فيه أكبر كثيرا من امكانات الفنانين، الأمير محمد العبدالله الفيصل كتب الكثير من الأغنيات العاطفية والوطنية واغنيات المناسبة ولعل من ابرز ما يذكر له من الوطنيات والتي لا تبرح الذاكرة تلك المجموعة الغنائية التي ابدعها في حرب تحرير الكويت في العام 1990 اثناء اعتداء صدام حسين على الكويت ومن بين هذه الأغنيات كانت الأبرز بصوت محمد عبده «هبوب الجنة»، «مدها يمناك» والأغنية الوطنية الجميلة «حبيبتي» لمحمد عبده ايضا من الحان الراحل محمد شفيق. ومن ابرز عاطفيات محمد العبدالله الفيصل رحمه الله ما كان بصوت محمد عبده «شوفي ياعين الحنان، لا تحاول تخفي حبك عن عيوني، ما عندي مانع، لك عين تتكلم» اما بصوت طلال مداح رحمه الله كانت الأبرز «مرت، اغراب، كلمني عن الهوى، انادي ع اللي غدا بالليل، مثلك قمرنا في الحلا زايد، انا راجع اشوفك، قلي بربك، ياليل الهوى، لا تقول خلي العيون عنك تقول، لا وعد، ما عندي استعداد اسمع كلام حساد، تعالي نقسم الشكوى، تكفيني انت، خذيت القلم، في عيونها شي، القمر طالع، غريب حبك، ومع عبادي الجوهر كانت «الله يعين، وايش نقول، لو شفتها، ماعاد هو بجاي، شافته، غريب، نامت الأشواق، قلبي بيكلمني عنك» . ومع عبدالله رشاد «سيد الغواني، هوى العيون، بالهون بالهون، اودع الليل، خذني حنان، سلامة الأسفار». ومع عبدالمجيد عبدالله «يابنت بلدي ياسعودية، وانت تستاهل، آن الأوان، عاتب اللي تحبه، ماعرفتيني، لقيت طريقي»، طموح الشاعر الغنائي الكبير والداعم للحياة الفنية محمد العبدالله الفيصل كان كبيرا في كل شيء مرتبطا بمناخ الإبداع وكل ماله علاقة بالشباب والحياة الثقافية والرياضية وغيرها حيث ان رغبته المفاجئة في ان يكون ديوانه «الأخير» هو آخر ما يمكن ان يراه محبو إبداعاته، ولكنه لم يلبث ان عاود الركض في حياة الإبداع وقدم الكثير من الأشعار التي استحالت اغنيات، هذا هو محمد العبدالله الذي ليس له مثيلا في دعمه الكبير للحياة الفنية في المملكة.