لئن حذّر الخالق الحكيم المؤمنين من أزواجهم الذين جعل بينهم المودة والرحمة، ومن فلذات أكبادهم فقال سبحانه: (يا أيُّها الَّذِينَ آمنُوا إنَّ مِنْ أزْوَاجِكُمْ وأوْلَادِكُمْ عدوًّا لَكُمْ فاحْذَرُوهُمْ)، فلا غرابة أن يعقَّ الابنُ أباه، وإن استهجنا الفعل، واستنكرنا على الفاعل قبح فعله، ولا غرابة أيضًا أن يعقَّ مواطنٌ وطنَه، في ظل ما نعيشه في زمن الفتن من تكتلات، وتحزّبات، وتنظيمات تستخدم تفلّت وسائل الإعلام الجديد من القيود، فتصنع الخداع، وتروّج للشائعات، وتغرر بالشباب، وتسيء للحكومات الإسلامية، باتّهامها بالفساد، والتغريب، والضلال؛ لتسوّغ استهدافها من قِبل الإرهابيين، مبررة الجرائم التي لا تُبرر تحت أي بند، وطوفان الفوضى يجتاح المكان، فيطفو المتربصون والمتذبذبون الذين لا يدينون إلاّ للمصلحة والوصولية، وتنجرف النفوس المعتلة، والعقول السخيفة، ويتم توظيفها واستخدامها بقصد أو بدونه، لخدمة أغراض مشبوهة، وأجندات أكبر وأخطر ممّا يعتقدون، ومن بين هؤلاء أبناء عاقون، أو حمقى مستخدمون، بعضهم يهرف بما لا يعرف، وبعضهم يعيش وهم النرجسية، وتزكية النفس والفوقية، وبعضهم معتل بسوء الظن وسوء الطوية، وأسوأ ما في هذا الخبث استخدام الدين مطية للتأثير على عواطف الناس الدينية، متناسين قوله جل من قائل: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، معاتبًا المؤمنين على ما وقع في أنفسهم من إرجاف في حادثة الإفك، داسّين السم بالدسم، ليلتبس العوام بين أنوار النص القرآني الذي يضمنونه نتاج فكرهم الظلامي، والتفجيرات التي يقصدونها، وأسوأ هؤلاء ليس من غرر به، وأعلن حربه، بل الأسوأ والأخطر هم المنافقون، الذين يلبسون للنَّيل من أولياء الأمور واتّهامهم برعاية الفساد ثوب النصح، وعباءة الإصلاح، ويطبل لهم جمع غفير تخدعه شعارات الغيرة الزائفة التي يحسن هؤلاء تصنّعها، فهم يعملون في قطاعات حكومية، ويتقاضون رواتب الدولة، ولا يتورعون عن النَّيل من مؤسساتها واتّهامها بالترويج للفساد الأخلاقي، والتخطيط للتفلّت من الدين، وتجد أغلب من يحتفي بهؤلاء المواقع المغرضة التي تستهدف نزع الولاء لأولياء الأمر، وتسوّغ للبراءة منهم، بتوهم ما ليس صحيحًا، وتشويه الواقع وكأنه قد كشف عنهم الحجاب، وخصّهم الله باطلاعهم على الغيب، استشهد على هؤلاء بأجزاء عجيبة من مقال حول "الرياضة المدرسية"، ويتداول في بعض المواقع التي تستهدف المملكة، وبعض المنتديات التعليمية لتكون شاهدًا على انتشار ما يسمّيه سمو وزير التربية والتعليم بـ(المنهج الخفي)، الذي قد يخفى حتى على بعض معتنقيه وخدامه بسذاجتهم وسطحيتهم "لئن كان عدد الشاذات قلة الآن، تأكدي أن عددهنّ سيتضاعف، فيما لو أدخلت مادة الرياضة، القضية أكبر، القضية الأساس نزع الحياء من البنت عن طريق الرياضة المدرسية، سأخبركن ببعض ما سيحدث فيما لو أدخلت حصص الرياضة البدنية، سيأتي وقت وتخرج من المدرسة بلبس الرياضة، البنطلون الرياضي الضيّق الملتصق بجسدها، مع عباءة ضيّقة مفتوحة، ووجه متورّد بفعل اندفاع الدماء إلى الوجنتين، بعد ممارسة الرياضة، في البداية ستلبس البنت ملابس رياضية طويلة، وفي الصيف ستتعلل بالحر حتى تلبس الشورت، ويتم إدخال السباحة"! في هذا الطرح السوداوي اتّهام للمؤسسة التعليمية في خطتها التي تستهدف صحة أبدان الطلاب والطالبات، ومستقبل الأجيال بأنها لا تهدف للتربية البدنية، ولا مكافحة السمنة، ولا نشر ثقافة الرياضة، ولا تفادي تفاقم الأمراض التي أصبحت التقارير تجعل المجتمع السعودي في رأس قوائمها، ليس الغرض من الرياضة المدرسية إلاّ نزع الحياء، وزيادة الشذوذ، ومع هذا يتم تناقل المقال السقيم في منتديات تجمع كثيرًا من منسوبي التربية والتعليم وسط تطبيل وتهليل! @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com