.. في كل يوم يشاهد الإنسان أكثر من حادث بين سيارتين، أو حادث لسيارة انقلبت رأسا على عقب في وسط الشوارع داخل المدينة؟! لكن الأغرب من ذلك الذي تعودنا على رؤيته صباح مساء كل يوم بفعل تهور سائقي السيارات في السرعة ومخالفتهم لقواعد السير هو ما شاهدته على مدى 3 أيام في طريق مكة المكرمة/جدة السريع، الذي رأيت فيه الكثير من السيارات تخرج عن خط الأسفلت، وما هو أدهى من ذلك انتقالها من خلال بعض الفتحات التي تفصل الخط إلى الطريق المعاكس لتفادي الزحام ثم العودة إلى مسارها عبر فتحة لاحقة، كما شاهدت سيارتين مصطدمتين في الخط المتوجه إلى مكة المكرمة، وقد انتقلتا إلى الخط المتوجه إلى جدة وقد حملتا معهما الشجرة المغروسة بين الخطين بكاملها حيث اشتبكت بهما، مما يؤكد أن السرعة التي كانت تسير بهما السيارتان أو إحداهما، كما يقال في مثل هذه الحالة : أسرع من البوينج. وبالطبع لقد تعرض ركاب السيارتين لنتائج علمها عند ربي حيث إنني لم أقف لمشاهدة نتائج الحادث خشية أن أصبح مثل «الملاقيف» الذين لا يكادون يشاهدون حادثا إلا ويوقفون سياراتهم على جانبي الخط. هذه سطور شدني إليها – إن صح هذا التعبير – ما قرأته على صفحة كاملة بجريدة «الاقتصادية» في عددها الصادر يوم الجمعة 23/12/1435هـ بعنوان (حوادث المرور في السعودية .. 21 وفاة يوميا وأكثر من 4 مصابين في الساعة): ومما أوضحته صفحة «الاقتصادية»: أن حصيلة الوفيات ارتفعت نتيجة الحوادث المرورية في السعودية خلال عام 2013م بنسبة 5.3 في المائة بنحو 23 حالة وفاة مقارنة بوفيات عام 2013م والبالغة 7638 وفاة . وكشفت البيانات الرسمية تصدر منطقة مكة المكرمة من بين باقي المناطق الأخرى في أعداد الوفيات والمصابين خلال 2013م بنسبة 26 في المائة من اجمالي الإصابات، فيما جاءت منطقة الرياض الأعلى في عدد الحوادث بـ 29 في المائة من إجمالي حوادث المرور في المملكة. والواقع أن حوادث السيارات أصبحت أم المشاكل بما تخلفه من مآس تدمع العين بسببها الدهر كله، فالذي لا شك فيه أن فقدان أي أسرة لمن يعولها لهو الكارثة التي تدمي قلوب أفرادها لافتقارهم لمن يوفر لهم لقمة العيش .. بل وحتى إن مات وليدها الذي تعلق عليه آمالها ليكون نجما لامعا في المجتمع ومصدر تحسين دخل ينعش حياتها فإن وفاته في حادث مروري هو المصيبة التي تدمر جميع الأحلام التي كانت تعول الأسرة عليها آمالها .. فاتقوا الله يا من تنتظرهم أسرهم يحملون إليهم المطالب فإذا بهم يعودون غرقى بالمصيبة. السطر الأخير: وإذا انتهى أحد ترحمنا عليه وبنظرة جف الحنين بها منحناه التراب.