هدى عبدالله خميس «التحرر» الكلمة التي استفزت كثيراً من العقول التي تفسرها في حدود عقليتها المتحجرة، العقلية التي تجد متعة في تقييد حياة اﻵخرين، العقلية التي ﻻ تشعر بقيمتها إلا بعد أن تفرض وصايتها وإهانتها على من حولها، العقلية التي تشعر بنقص في ذاتها فتجد الكمال في إيقاف حياة الآخرين كما هم متوقفون عن تنفس حياتهم الطبيعية. دائماً ماتربط تلك الكلمة بالانحراف وفساد العقيدة وإدخال جوانب الدين على الرغم من أن الدين حررنا من العبودية «حرر البشرية» بتحرير عقولهم من خرافات وتقاليد كانت هي مجمل حياتهم. إن طالبت اﻷنثى بحق من حقوقها دون أن يناسب توجههم الفكري ألصقوا بها تهمة «المتحررة» فالمطالبة والحديث عن حقوقها «جريمة». متى ينظر لتلك المتحررة بقليل من الإنسانية؟! ومتى تجد ذاتها بعيداً عن «العنف» و«الإهانة» و«اﻻضطهاد» فقد انتهى عصر الجواري؟! إلى الآن نجد بعض المجتمعات ينظرون للأنثى على أنها حمل ثقيل سرعان مايشعرون بالتعب من حمله فيعملون على قذفها بعيداً عن حياتهم.. فيجدون في أول من يطرق بابهم حلاً للتخلص من ذلك الحمل. لتبدأ رحلة معاناة أخرى في مجتمع ﻻ ينظر لها كإنسانة. فكيف لتلك اﻷنثى أن تكون أماً قادرة على تربية جيل يبني ويحب هذا الوطن. ينظر للحياة وللآخرين بصورة طبيعية. وهو يرى كيف سلبت الأم حقوقها.. وكيف فرض عليه الأب شخصيته بعقليته المتخلفة.. ماذا ننتظر أن يكون نتاج ذلك المجتمع من الجنسين..؟! نتمنى أن نجد حلولاً تغيِّر نظرتنا لمطالبات اﻷنثى وتقبلها كإنسانة. بعيداً عن مفردة «التمرد» و«اﻻنحراف»..!! اتركوا تلك اﻷنثى تتنفس الحياة التي خلقت من أجلها..!!