أكد الوزير البحريني الدكتور علي فخرو أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخلاقة في تنقية الأجواء الأخوية بين مصر وقطر محل اعتبار جميع العقلاء والمنصفين، كونها تحد من التوترات وتقلل من التشنجات وتحيلنا إلى الحوار الهادئ مع بعضنا دون وسطاء من خارجنا، لافتا إلى أن إشكالية البعض أن المصالحات عندهم مؤقتة بأزمنة التصافي والمجاملات إلا أنها قابلة للتوتر مجددا، داعيا جامعة الدول العربية إلى تأسيس محكمة عربية لفض النزاعات وحفظ القواسم المشتركة من خلال مأسسة العمل العربي وإلزام الجميع بالقبول لكل ما يصدر عن المحكمة، مشيرا إلى أن المأسسة ضمانة لاستمرار وحدتنا العربية في ظل ما وصل إليه حال العرب كونها تقيم بناء تكامليا وتضامنيا غير قابل للتجاوزات ويمكنه وضع حلول جذرية لكل إشكالات وتوترات المنطقة، مثمنا للملك عبدالله مواقفه العروبية الأصيلة ومؤملا أن تكون انطلاقة نحو إعادة لحمة العرب لمواجهة التحديات الفاتكة بالأمة والمشتتة جهود الخيرين من المصلحين، فيما عبر أستاذ الشريعة والقانون في جامعة قطر الدكتور عبدالحميد الأنصاري عن تقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في تحقيق الصفاء وإزالة كل ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين قطر وجمهورية مصر العربية، وأضاف أنه إذ يثمن هذه الجهود الكريمة ويدعو المولى تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، على جهوده المباركة خير الجزاء، مشيرا إلى أنه ممتن غاية الامتنان أن أثمر اجتماع الكلمة، وتنقية الأجواء، وحلول الوئام والصفاء هذه المبادرة الخلاقة والشجاعة، مؤكدا أن البيان القطري أريحي ومرحب ومثمن لجهود خادم الحرمين الشريفين، ومتضمن ما ورد في البيان الصادر عن الديوان الأميري من إشادة بحكمة الملك عبدالله المعهودة وحرصه الشديد، حفظه الله تعالى، على تعميق التضامن العربي لما فيه خير ومصلحة أمتنا العربية والإسلامية، مضيفا أن البيان القطري أتى استجابة للمبادرة الكريمة، ما يؤصل وقوف قطر التام إلى جانب مصر الشقيقة التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، موضحا أن قوة مصر قوة للعرب كافة، لافتا إلى دور مصر القيادي في العالمين العربى والإسلامي. ويرى الأنصاري أن البيان القطري أكد حرص قطر أيضا على علاقات وثيقة مع مصر، والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين، وأضاف ككاتب قطري عاش طويلا في مصر ودرس وتعلم في جامعاتها، وأفاد من مكتباتها ومفكريها وكتابها وعلمائها، وبخاصة علماء الأزهر الشريف، أرى أن لا غنى لنا عن مصر ولا غنى لمصر عنا. ووصف المحلل الاستراتيجي الدكتور محمد الرميحي مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالطريق المؤمن لمستقبل آمن في ظل الضغوطات التي تحيط بالمنطقة العربية، وأضاف أن المملكة معنية دوما بأشقائها، فقطر في الجوار المباشر ومصر في الجوار الاستراتيجي والتوافق خطوة مهمة كما وصف للحد من التغول الإيراني في المنطقة، مؤكدا أن المطلوب دفع التوافق نحو خطوات إيجابية للعمل على تعزيز حضور المصالح المشتركة في المنطقة والتنمية المجتمعية لحفظ الهوية العربية وتقوية أواصرها، واصفا مبادرة الملك عبدالله بالجامعة بين وضوح الرؤية وصفاء النوايا وتحديد المخاطر وصدق العمل والتوجه نحو شراكة عربية فاعلة ومتنامية بإذن الله، فيما يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور خالد الدخيل أن المصالحات مطلب ويتمنى أن تكون فاعلة وحقيقية، مؤكدا أن مصر محتاجة للخليج ومقبلة على مؤتمر المانحين وقطر لا تذهب بعيدا عن منظومة الخليج واتفاق العرب مطلب إلا أنه لا يمنع النخبة السياسية العربية أن تطرح أسئلة عن مفهوم المصالحة وهل تحقق إنهاء المشكلة أو التعايش مع المشكلة وتركها قابلة للتوتر في أي لحظة، مؤملا تجاوز النخب العربية الاستقطابات قبل المصالحات وأن يحدث تغير جوهري على النخب الثقافية والسياسية العربية.