استطاعت الفنانة التشكيلية فاطمة باعظيم، أن توجد لها مساحة تحرك مختلفة عن كثير من التشكليين، إذ اتخذت من المولات وجهة ثقافية وتعليمية جديدة تورث من خلالها "الفن الجميل" للأطفال والفتية. تجربة باعظيم مع المولات للترويج التشكيلي بدأت عام 2006، لتختتم بحلول نهاية العام الجاري عامها التاسع في تنمية مهارات الموهوبين، أو تحاول أن تكتشف قدراتهم الفنية المدفونة داخلهم، بحسب حديثها لـ "الوطن". ترفض "باعظيم"، فرض مدرسة تشكيلية محددة على المتدربين، لعدم حصرهم في قالب تشيكلي، كما تهدف إلى تعزيز الاحتكاك بين المشاركين، بغرض تنمية الروح الفنية بينهم. مئات المشاركين تدرجوا في المساحة التي تشرف عليها باعظيم في "الردسي"، منذ ست سنوات تقريباً. "الفن في المول" كتاب ألفته باعظيم عام 2012 دونت فيه تجربتها الطويلة في المولات، وأهم ما تضمنه أن ورش العمل الفنية في المولات كانت جسراً أوصل إبداعات المشاركين الفنية إلى أكبر قدر من متذوقي الفن بعروس البحر الأحمر جدة". رئيس لجنة المراكز التجارية بجدة محمد علوي قال في تصريح خاص إلى "الوطن" إن باعظيم عملت جاهدة في تبني "المواهب الصاعدة" ودعمها فنياً الأمر الذي ساهم في خلق فرص لتلك المواهب بأن تظهر في مختلف المحافل. وأضاف: "إن المولات لم تعد فقط وجهة تسوق، بل وجهة ثقافية بامتياز تستقطب عشاق الفن وتمنح أصحاب المواهب الإمكانية للتحدث إلى المجتمع بلغتهم، وبخاصة أن الورش التدريبية تمنح من دون مقابل". تشرف باعظيم حاليا على معرض "أثير الضوء"، خاص بالمبدعين الصغار الذين شاركوا في مسابقة برنامج (حياتك بالألوان)، ومسابقة اللون في القرآن التي أقيمت الصيف الماضي، وسيتم عرض أفضل 25 عملاً شهدتها المسابقة. ومن المقرر الإعلان عن الفائزين في الأول من يناير المقبل. ويصاحب المعرض مجموعة من ورش العمل المجانية في مجال التصوير الفوتوجرافي، الذي يجمع 55 مصوراً فوتواجرافياً، وتعرض فيه 63 عملاً مصوراً من مختلف الاتجاهات، بإشراف جمعية الثقافة والفنون بجدة، ويستمر حتى الـ 28 من ديسمبر الجاري، وتناقش الورش مجموعة موضوعات مختلفة كـ "تحسين اللقطة المصورة" و"التمكن من الأدوات"، و"زيادة وصقل موهبة التصوير الفوتوجرافي"، إضافة للتبادل الثقافي بين المشاركين والجمهور.