نجحت مدينة الملك فهد الطبية ممثلة في صندوق الإيرادات المالية الذاتية في إنهاء الدراسة الميدانية لمشروع التعقيم المركزي في مستشفيات وزارة الصحة وذلك بعد تجربة متكاملة تم التأسيس لها بحثياً وعلمياً من خلال تطبيقات علمية مستفيضة قبل أن يتم تطبيقها وفقاً لخطة عمل زمنية على يد خبراء المدينة الطبية ومتخصصيها الذين نفذوا هذا المشروع في مختلف مناطق المملكة. صناعة المعرفة والخبرة المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود اليماني ذكر أن هذه التجربة تندرج في إطار سعي المدينة في مساندة خطط وزارة الصحة في تحسين جودة المعايير الطبية والوقائية، مضيفاً " نعمل في المدينة الطبية على تبني المشاريع الصحية ذات الطابع الاستثماري والمستدام، بالإضافة إلى توجهها نحو صناعة الخبرات ونقل المعرفة في عدد من التجارب التي يتم تطبيقها والاستفادة منها من أجل تحقيق الفائدة للمؤسسات الصحية والارتقاء بخدماتها الطبية والتشغيلية في الوقت نفسه". وذكر اليماني أن المدينة الطبية ممثلة في صندوق الإيرادات المالية الذاتية حرصت على إنهاء هذه الدراسة وهي إحدى خطط التطوير العام في الإدارة العامة لمكافحة عدوى المستشفيات بوزارة الصحة، والتي تهدف إلى الحصول على معلومات عن جميع أقسام التعقيم المركزي بوزارة الصحة، ومعرفة العدد الحقيقي للأجهزة المستخدمة، والتركيبة الحقيقية لكل قسم تعقيم بهذه المستشفيات من الناحية الهندسية والمعمارية ومدى مواكبتها للاحتياج، وكذلك التعرف على إمكانية الإصلاح أو التجديد أو التغيير بالكامل في هذه الأقسام، والوقوف على احتواء هذه الأقسام على ما يمكن تحويله الى مركز واحد (Super CSSD) يخدم عدة مستشفيات في مدينة أو محافظة واحدة. إدارة حديثة للمشاريع من جانبه أكد أمين عام صندوق الإيرادات المالية الذاتية في مدينة الملك فهد الطبية الأستاذ أحمد الحناكي أن هذا المشروع كان سبباً في تحقيق عدة أهداف منها استخدام الخبرات البشرية للمدينة الطبية والانتشار في استثمار قدرات أبنائها وصقل خبراتهم عبر العمل في أماكن مختلفة، وكذلك تعميق اسم مدينة الملك فهد الطبية في جميع مجالات خدمة المواطنين عبر أرجاء الوطن، فضلاً عن الخبرة العملية والمردود المادي والاستثماري على صندوق الموارد الذاتية من هذه التجربة. وأضاف "لعبت المدينة الطبية دوراً أساسياً في هذا المشروع من حيث تغيير مفاهيم الاستثمار، واستخدام أساليب حديثة في إدارة المشاريع بطرق احترافية تكاد تكون الأولى من نوعها على مستوى وزارة الصحة وهو ما أدى إلى نجاح المشروع في زمن أقل من المتوقع". صعوبات وحلول فيما يتعلق بالصعوبات يشرح القائمون على المشروع أن بعضها كان في تطبيق بعض متطلبات خطة العمل، وبعضها الآخر كان مرتبطاً بظروف المناطق خاصة أن المشروع يغطي مناطق المملكة جميعاً ومن ذلك الاحتياج لأخذ الموافقات من الشؤون الصحية في كل منطقة، حيث قام فريق العمل بالاعتماد على مركز المعلومات في التعامل مع هذه المشكلة حتى تمكن من حلها، كما تمثلت الصعوبات الأخرى في حجوزات الطيران والفنادق، ودخول المنشآت الطبية في أوقات الدوام الرسمي، والعمل على عامل الوقت والمسافة في حساب تكاليف المشروع وفوائده. د. آل يماني: نعمل على صناعة المعرفة ونقلها من خلال مشاريع صحية مفيدة ومستدامة الحناكي: المشروع غيّر مفهوم الاستثمار وطبّق أساليب حديثة في إدارة المشاريع غير أن كثيراً من الاهداف تحققت في هذا المشروع للمدينة الطبية بحسب الحناكي الذي كشف أن المدينة وعن طريق فريق الخبراء العاملين لديها أنجزت هذا المشروع في وقت قياسي بطرق احترافية وبنسبة أرباح ذات فائدة جيده، معتبرا أنه فتح لها آفاقاً جديدة للاستثمار في مجال التعقيم وذلك عن طريق تقديم بعض الدورات وورش العمل لوزارة الصحة لمساعدتها في إتمام أهداف المشروع وهو ما انبثق عنه دورة التعقيم المركزي في مدينة الملك فهد الطبية 15 يوماً ومعترف بها من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية (29 ساعة)، ودورة المناظير الطبية لمدة 5 ايام معتمدة من الهيئة السعودية (30 ساعة تعليم مستمر) بجانب عدة دورات تحت التأسيس ومنها دورة تأسيسية في طرق التعامل مع الأدوات الجراحية، دورة المواد الكيميائية المستخدمة في التعقيم المركزي، والدورة المتقدمة في إدارة المناظير وتعقيمها. تشغيل ذاتي للتعقيم المركزي وبحسب مدير المشروع الأستاذ عساف المالكي فإن إحدى الفوائد المهمة لهذا المشروع هي أن مدينة الملك فهد الطبية استنتجت من خلاله إمكانية تشغيل التعقيم المركزي تشغيلا ذاتياً وهو ما سيؤدي إلى توطين الوظائف الفنية، والارتقاء بخدمات التعقيم الى مستوى عال من الجودة، كما أن مركز التعقيم في المدينة الطبية سيتحول إلى مركز متخصص ومرجعي في اعتماد المعايير للخدمات في مجال التعقيم، وسيتم استثمار هذه الامكانات على مستوى مدينة الرياض بحيث يقدم المركز خدمات استشارية وخدمات تعقيم ودورات تدريبية في القطاعين العام والخاص. توصيات وآفاق تطوير الدراسة التي قدمتها مدينة الملك فهد الطبية كأساس لهذا المشروع وصلت إلى 600 صفحة، تم تبويبها الى ثلاثة محاور رئيسة هي: مستشفيات تحتاج إلى تجديد قسم التعقيم بالكامل، مستشفيات يمكن عمل ترميم جزئي لأقسام التعقيم فيها، وإنشاء أقسام تعقيم جديدة. وقد أوصت الدراسة بعدة خطوات منها إنشاء أقسام تعقيم متنقلة في بعض المدن، وتدريب جميع فنيي التعقيم للحصول على شهادة اعتراف من الهيئة السعودية، وتدريب مراقبين داخليين للذهاب الى المناطق ومراجعة عمل الباحثين للتأكد من أن المعلومة يتم نقلها بطريقة صحيحة 100%، بالإضافة إلى تطوير مديري الاقسام بتقديم دورات تدريبية متقدمة في مجال الادارة الفنية، وتطوير قسم المناظير في جميع المستشفيات، وربط بعض المناطق إلكترونياً بملفات مشتركة بحيث يتسنى للباحث طلب الدعم وإرسال المعلومات أولا بأول. آليات عمل فعالة كان لطريقة العمل وآلياته التي اتبعها المشروع دور كبير في تحقيق نتائجه في وقت وجيز، وهي الطريقة التي يشرحها مدير المشروع الأستاذ عساف المالكي بقوله "البداية من تحضير فريق العمل، فبعد ان تم اختيار الفريق بشكل احترافي تم البدء بتجهيزه وتوفير جميع احتياجاته ومتطلباته، لتبدأ الاجتماعات التي تم فيها تشكيل النماذج التي سوف تستخدم في المشروع ومواءمتها مع متطلبات الدراسة بحيث تكون سهلة في مرحلة المراجعة الداخلية والادخال، وبالفعل تمت العملية بنجاح بعد الحصول على موافقة الوزارة وبدء التنفيذ الفعلي". وذكر المالكي أنه تم إنشاء مركز للدعم السريع ومركز استعلامات على مدار 24 ساعة بالتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة عدوى المستشفيات بالوزارة، في حين ضم الفريق خبراء متخصصين في مجال التعقيم المركزي وكذلك مهندسون في مجال الأجهزة الطبية والكهرباء والميكانيكا، يتكون الفريق الفني من 35 مهندسا وفنياً، كما يتكون فريق الدعم من شخصين على مركز الاستعلام و4 مدخلي بيانات وسكرتيرتين، وقد تم تدريبهم جميعاً بعمل ورشة لمدة 3 أيام لتعريفهم بطبيعة العمل وكيفية حل المشكلات اليومية البسيطة التي يمكن ان تواجههم. وأضاف مدير المشروع أن دراسة التعقيم المركزي التي طبقتها مدينة الملك فهد الطبية تضمنت عدة عناصر منها: التصميم الفني للقسم، احتواؤه على متطلبات المعيار العالمي للتعقيم، تعقيم الادوات والآلات الجراحية، حالة الأجهزة والتأكد من كونها تعمل، أو معرفة طريقة صيانتها إن لم تكن تعمل، حيث يتم وضع ملصق على كل جهاز وتاريخ الدراسة، وشملت العناصر كذلك: عدد الأفراد العاملين وهل هم مؤهلون للعمل في قسم التعقيم، الموقع الجغرافي للمستشفى طريقة النقل من وإلى القسم، الرسومات المعمارية للقسم، مخططات الكهرباء والميكانيكا والتكييف الهوائي، عدد المراجعين والحالات التي استقبلها المستشفى خلال آخر شهرين، عدد غرف العمليات الجراحية في الشهرين الأخيرين، وعدد حالات المناظير التي عملت خلال ال 60 يوما الاخيرة. وحرصا من فريق العمل على تثبيت النتائج والتأكد من صحتها فقد تم ارسال مراقبين لكل منطقة بحيث يقوم بزيارة مستشفيات المنطقة مع الباحث والتأكد من جميع معايير العمل وتوثيقها بالصور، ويتم بعد ذلك فسح المنطقة وبناء عليه يكون مستوى المعيار في صحة الدراسة مرتفع لتفادي الأخطاء البشرية. وتم اجتماع فريق العمل لمدة 10 أيام حتى تتم مراجعة جميع الملفات والتأكد منها ومن مدى مطابقتها للدراسة وتوثيقها حسب الخطط العلمية.