×
محافظة المدينة المنورة

«بلدي المدينة» يطالب بالتعاقد مع استشاريين ذوي كفاءة للإشراف على مشاريع الصيانة

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي ثلاثة أعوام تقريباً مرت على الشعب المصري. الذي ما زال ينتظر البداية الحقيقية للتطور والتقدم منذ ثورة 25 يناير التي أصبحت موضع خلاف! هل كانت مؤامرة خُطط لها وشربها الشعب المصري كله. بمثقفيه ومفكريه وباحثيه؟ هل كانت أميركا المحرك الرئيس في كل أحداث المنطقة العربية؟ من المستفيد من تلك الحالة التي أوصلت الوطن إلى أن ينقلب رأساً على عقب؟ من المستفيد من كل تلك التحركات في المجال السياسي الذي أصبح سوقاً وساحة وميداناً لكل من لا عمل له يدلي بدلوه فيه؟ أميركا فوق كل هذا. وهي المنتج الرئيس وهي من تصنع وتكتب وتنفذ خططاً من الخيال العلمي على أكبر مسرح على الكرة الأرضية. وهي منطقة الشرق الأوسط. مسرح متميز بموقعه وباللاعبين والديكور والإضاءة. إذا كانت موازنة إنتاج فيلم في هوليوود قد تتعدى عشرات الملايين من الدولارات فلماذا لا تنفق أميركا نصف تلك الموازنة على إنتاج فيلم الشرق الأوسط الجديد. ما بين أجور ممثلين وكومبارس ومؤلفين؟ إذا دفعت أميركا لأحد الكتاب المصريين أو العرب مليون جنيه مصري فقط نظير كتابته سيناريو انتفاضة أو ثورة في منطقة ما في الشرق الأوسط... فانه لا شك سيكون سيناريو مكتمل الأركان والحبكة الدرامية. وسيفرح ويطير من السعادة لتخطيه مرحلة الفقر وصعوده إلى عالم الشهرة والمال. وهو أكثر مما كان يمكن أن يحلم به طوال عمره. وهو قد يساوي قيمة جائزة نوبل المادية. هؤلاء الكتاب موجودون بالفعل ويمارسون عملهم بإتقان الآن. من داخل مصر ومن خارجها. وهناك أبطال للفيلم. وهم شخصيات مهمة في مجتمعهم وفي وظائفهم المرموقة. وعرض عليهم أداء أكبر وأهم دور في حياتهم. دور الأيقونة (لفظ جديد هو رمز الحدث ورمز الموقف ) فكانت أيقونة ثورة 25 يناير. ومع تسلسل إنتاج الفيلم هناك الأبطال المساعدون. شباب وفتيات يقومون بأدوار الناشطين. ملح الطبخة وفلفلها. وهؤلاء سيتم تدريبهم على أعلى مستوى في بلدان أوروبية تعرف خلفيات شعوب الشرق الأوسط وتقاليدها. دينياً واجتماعياً وسياسياً، وتعرف أقصى أمنياتهم وطموحاتهم في الحياة. وتلعب على هذا الوتر. وتعطيهم شرعية في بلادهم. ووضعهم تحت مسميات الحركات التحررية وحماية حقوق الإنسان. لا شك أننا نتمتع أيضاً بهذا الفيلم. وهو يحرك فينا مشاعر الوطنية ومشاعر الغضب والكره وأحاسيس النجاح والفشل. وهل هناك أكثر من هذا نجاح لفيلم أميركي واقعي ومشاهدة على الهواء مباشرة. لنلهو ونلعب قليلاً ونبتعد عن أحوال أميركا وخططها الاستراتيجية. وندعها في عملها وفي تحقيق طموحاتها غير المحدودة لتكون دولة القرن المقبل. هم هزموا الفقر والجهل من زمن. ويعيدون رسم خريطة العالم لتكون امتداداً لهم لخدمتهم. وليس لمشاركتهم. ونحن أعطيناهم هذا الطموح وهذا الشرف على طبق من فضة. في احتفال 11 أيلول (سبتمبر) 2001 حين أعطيناهم ذريعة وحق محاربة الشرق كله. أوسطه وأقصاه. لا نلوم إلا أنفسنا وضيق ذات اليد أحياناً.