الرباط: «الشرق الأوسط» سخر عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومية المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من مسيرة الاحتجاج التي نظمها حزب الاستقلال المنسحب من الحكومة، بقيادة أمينه العام حميد شباط يوم الأحد ما قبل الماضي في الرباط، احتجاجا على الزيادة في أسعار المحروقات. وقال، إن «تلك التظاهرة أضحكت علينا العالم، وحطت من قيمة المغرب». وكان أنصار حزب الاستقلال قد جلبوا عددا من الحمير للمشاركة في تلك التظاهرة، للدلالة على أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤدي بالمغاربة إلى ركوب الحمير بدل السيارات، بيد أن الفكرة لم تلق استحسانا من لدن الكثيرين، وواجهت سيلا غير مسبوق من الانتقادات. وجاءت تصريحات ابن كيران خلال تجمع خطابي نظم مساء أول من أمس بجماعة عين الشقف بدائرة مولاي يعقوب بضواحي مدينة فاس، بمناسبة الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الجزئية، التي نظمها الحزب للتنافس على مقعد واحد كان قد فاز به، وألغي من قبل المجلس الدستوري. وقال منظمو الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية، إن «عددا من أنصار حزب الاستقلال الذي يتنافس بدوره على نفس المقعد، حضروا المهرجان الخطابي لابن كيران، وحاولوا التشويش عليه، بيد أن ابن كيران استغل المناسبة ليوجه انتقادات لاذعة إلى حزب الاستقلال، وأمينه العام تحديدا، وقال موجها الخطاب إليهم، نحن لا نشوش عليكم ولا نشوش على أحد، بل نحن نحترمكم من أي حزب كنتم ومع أي مرشح ساندتم». وتابع قائلا: «أنتم شباب نعزكم ونخاف أن تكونوا مدفوعين بطرق غير أخلاقية من أجل التشويش علينا، ولهذا أقول لمن أرسلوكم مهما قمتم بالتشويش على الشعب وعلى هذه الحكومة فإنها ستنتصر». وزاد متسائلا: «هل كل هذه الدروس لم تكفكم، حاولتم كسر الحكومة، ونظمتم مسيرة أضحكت العالم علينا، إنكم تحطون من قيمة المغرب». وقال ابن كيران، إن «الشعب المغربي ناضج ولم يعد باستطاعة أحد التلاعب به، وباستطاعته التمييز بين المعقول وغير المعقول، كما أنه لا يخشى البلطجية». وانتقد ابن كيران غريمه شباط، دون أن يسميه، وقال إنه «منذ مجيئه وهو يتسبب في المشكلات، التي لا تشوه سوى صورته وصورة البلاد، أما حزب العدالة والتنمية فكلما شتمه تزيد شعبيته أكثر فأكثر». وفي المقابل، أشاد ابن كيران بحزب الاستقلال بشكل عام ووزرائه عندما كانوا في الحكومة، وقال إن هذا «الحزب حزبنا، ووزراؤه شاركوا معنا في الحكومة، ولا نقول فيه أي عيب». وقال ابن كيران، إن «المقعد المتنافس عليه لن يغير شيئا من حجم مقاعد العدالة والتنمية، إذ إنه يتوفر على 106 مقاعد، وبينه وبين الحزب الثاني 46 مقعدا، في إشارة إلى حزب الاستقلال». وأضاف أن «مرشحي حزبه موجودون في قلوب الجماهير، ولذا فإن شاء الله سنربح هذا المقعد البرلماني»، مضيفا: «لم أكن بحاجة لأن أحضر ولكني جئت من أجل أن ألتقي بكم مرة أخرى وليتأكد أنني لا أخشى لقاء الجمهور مباشرة». وأوضح ابن كيران أنه منذ وصول حزبه إلى رئاسة الحكومة وهو يحاول التغيير، وهذه التغييرات يلاحظها ويشعر بها الناس، بيد أنه لا بد من الصبر لأن هناك الكثير من التشويش، والكثير من الكلام والمظاهرات غير المعقولة، حسب تعبيره.