×
محافظة المنطقة الشرقية

حزب الله يكشف اسراره السياسية والعسكرية في كتاب

صورة الخبر

الذين يستغربون، ويستنكرون، ويدينون بشدة ما يسمونه (ظاهرة الإلحاد) في السعودية، هل تأملوا قوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصتَ بمؤمنين}؟ فالمعنى الواضح أن عدم الايمان هو الأصل، والإيمان هو الطارئ! الإلحاد هو الليل والإيمان هو القمر! والمعادلة الصحيحة: أن الإلحاد (السائد) هو المدافع، والإيمان (الدخيل عليه) هو المهاجم؛ ولهذا نزل القرآن العظيم متحدياً: {وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}! {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً}! وقد قال سيدنا/ نجيب محفوظ (رجل كل العصور)، الفيلسوف تخصصاً وسلوكاً، في ثلاثيته الشهيرة: ما أسهل أن تلحد، وما أصعب أن تؤمن! ولكن أدعياء الوصاية قلبوا المعادلة تماماً، منذ عطلوا العقل، وحاربوا الفلسفة، وجرَّموا كل من تسول له نفسه أن يتساءل، ولو اقتداءً بأبينا إبراهيم عليه السلام: {... ولكن ليطمئن قلبي}! وها نحن (باسم الإيمان والخوف عليه) نجد أنفسنا مدافعين، والإلحاد هو المهاجم! والمهاجم هو من يفرض خطة المعركة، ولا بد أن ينتصر؛ لأن سلاحه الوحيد هو (العقل)؛ فكيف تواجهه وأنت تحرِّم هذا السلاح من لغاليغه؟ ولم يأتِ محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزةٍ سوى هذا القرآن، الذي لم يخاطب غير (أولي الألباب)؛ متحدياً عتاة الملاحدة إلى يوم القيامة: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}! وكيف يرى الإنسانُ إلا بالعقل والتفكُّر؟ ولهذا كان العقل من الضرورات الخمس، التي تكفَّل الدين الحنيف بحفظها لكل الناس! وما أسطح القول الذي (دُجَّنَّا عليه)، وهو أن المقصود بحفظ (العقل): صيانته من المسكرات والمخدرات! هل العقل عضو ماديٌّ كالمخ والقلب؟ إذن: لكانت الكبد والأمعاء أولى بالحفظ! ولكن المقصود: صيانة العقل من كل ما يعيقه عن التأمل والتفكير والتساؤل والاستنتاج! وبلغة حقوق الإنسان العصرية: (حرية التعبير)! ونحن حين نصادر هذه (الضرورة) من الملحد؛ إنما نعيقه عن رؤية آيات الحق سبحانه! فمن الأجدر بمراجعة نفسه: من يحاول ممارسة حقه؟ أم من يحرمه ذلك الحق؟!! نقلا عن مكة