لست رياضيا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، ولذا سأكتفي بالحديث عن الأمر من منظور اجتماعي، فقد أصبح التعصب «الممقوت» هو السمة الفارقة خلال السنوات الماضية، ويجد مثلي بعض الصعوبة في هضم بعض ما يكتب هذه الأيام، فمع احترامي البالغ للزملاء المتميزين في الصحافة الرياضية هذه الأيام، إلا أن زمن «الفروسية الصحافية»، والذي يمثله الأمير عبدالرحمن بن سعود، عندما يكتب، والمثير دوما، عثمان العمير، والمتألق، الغائب حاليا، تركي الناصر السديري، وهاشم عبده هاشم، وغيرهم قد ولى إلى غير رجعة، اذ كان هؤلاء الفرسان لا يخفون تعاطفهم مع فرقهم المفضلة . هذا، ولكنهم كانوا يمارسون ذلك بفروسية راقية، تجعل متابعة الأحداث الرياضية أمرا ممتعا للغاية. وأؤكد هنا على أنني لست من «المثاليين»، فالمثاليات تفسد المنافسات الرياضية، وتفقدها رونقها، تماما كما أن التعصب «الممقوت» يفسدها، ولولا «التعصب المحمود» لما أصبح للرياضة طعم، ولما حرص الناس على مشاهدتها، فما الذي منح الشعبية الجارفة لكل مباريات السعودية والكويت، والبرازيل والأرجنتين، وبرشلونه وريال مدريد، والمناشسترين ( يونايتد وسيتي)، والهلال والنصر إلا التعصب «المحمود»، والثارات الجماهيرية في حدود المعقول، ولا يستفزني إلا تقمص البعض للدور المثالي، مع أن الواقع يقول إن من يشجع فريقا لا يمكن أن يتمنى فوز الفريق المنافس تحت اي ظرف!، وربما أن تمييز الخيط الرفيع بين التعصب المحمود والتعصب الممقوت يختلف من شخص لآخر، حسب الميول الرياضي، فالتصريح الذي تستنكره الجماهير من هذا، قد تغفر، وتبارك ما هو أشنع منه من ذاك !، والأمثلة أكبر من أن تعد وتحصى!. نعم، أخطأ البعض في تغريداتهم، وتصريحاتهم بخصوص فريق الهلال، الذي يسعى لمعانقة العالمية منذ سنوات، ولكن الأمر - في تقديري- حمل أكثر مما يحتمل من مشجعي الفرق المنافسة، فالإنسان يظل بشرا، يصيب ويخطئ، خصوصا في أوقات الأزمات، والضغوط النفسية والبدنية، ومن منا لا يزل لسانه، ولو تم تسجيل كل ما يتفوه به الإنسان، في كل حالاته، لرصدنا خطأ جسيما لكل أحد، فمعظم من يشمت بمصائب الآخرين، يمارس هو ذات الأخطاء، والفرق هو في الحظ، فهذا الخطأ تم رصده، وذاك غفلت عنه عيون الآخرين، ومع تأكيدي على أنه لا علاقة بالوطنية بالتشجيع الرياضي خارج اطار المنتخبات الوطنية، إلا أن استقبال جماهير الفرق المنافسة لفريق الهلال للفريق الأسترالي في المطار، وتبرع البعض منهم بتقديم معلومات للفريق الأجنبي عن نادي الهلال - ان صحت - أعمال يصعب تبريرها، وتسئ لنا ولبلدنا، فلا أتخيل أن يحدث مثل هذا في أي مكان آخر، والخلاصة هي أن ميولي الرياضية شأن خاص، ولكنني أتوقع، وأتمنى من أعماق قلبي أن يرمي الأمير عبدالرحمن بن مساعد غترته للمرة الأخيرة، معلنا بذلك تسيد نادي الهلال «الوطني» لقارة آسيا، ودخوله معترك «العالمية»، والتي لن تكون صعبة، ولا قوية، اعتبارا من هذه الليلة!!.