نعم إنها دماء سالت على دفاتر التحضير وأوراق عمل حملتها معلمات الصبر والمعاناة وهن يرتحلن كل فجر بين طرقات وعرة وظروف قاهرة لكي تصل كل واحدة لمقر عملها، وكم منهن لم تصل لعملها أو لم تعد لأطفالها بعد ان اختلط دمها الطاهر مع تراب طريق تعبره كل يوم لتؤدي رسالتها انها تعبر طريقا مسافته تتعدى مئات الكيلوات تعبر طريقا مع سائق يجهل التعامل مع تلك الطرقات طريقا يفتقد الصيانة وتوفير وسائل السلامة وسط مركبة متهالكة لطول الاستخدام وعدم الاهتمام. ان حوادث المعلمات فاقت المعدلات وضيعت أسرا ويجب ان يقف عندها الجميع ويحرصوا على إيجاد حلول لها فالجميع يؤلمه ما يجري والجميع يبحث عن حل لهذه الكارثة.. ان ميزانية التربية والتعليم ميزانية خيالية لذلك يجب ان تعمل خطة متكاملة لحل معضلة النقل العشوائي والعمل على تنظيم كيفية التوجيه لتلك القرى وما تمر به من تحويلات خطرة. اننا بحاجة لقسم متخصص في الوزارة لدراسة تلك المسافات وخط سير المعلمات وإرشاد المعلمات الموجهات لتلك الهجر والقرى لان الخطورة والسبب الرئيسي لتلك الحوادث يتركز في امور يجب تلافيها. أولها السائقون الذين يجهلون أصول القيادة في تلك الطرق لان معظمهم وافدون كذلك المركبة المتهالكة والتي تفتقد أصول السلامة في كل أجزائها خاصة الاطارات لان معظم حوادث المعلمات انقلاب المركبة وخطأ في التجاوز والعبور والسرعة للحضور قبل الطابور الصباحي. لذلك يجب اعفاء معلمات الهجر من الحصص الاولى لكي نتجنب مشاكل الضباب والازدحام ويجب السماح لهن بالانصراف قبل نهاية الدوام بفترة وعدم تأخيرهن لبعد مقارهن وعدم إلزامهن بمناوبة اخر الدوام. ان يتم التعاقد مع سائقين لهم خبرة ودراية بالطرق ويكون بإشراف إدارة التربية والتعليم وأن يتم تطبيق شروط السلامة والامان والتأمين على تلك المركبات وأن يتم تأمين سكن في نفس الهجرة للسائق حتى ينتهي دوام المعلمات في تلك الهجرة من اجل عدم القيادة وهو في حالة إرهاق وسهر متواصل. كذلك يجب ان لا تستمر المعلمة في القرية او الهجرة اكثر من عام دراسي، وإيجاد مركز تدريب في تلك الهجر لتدريب بنات الهجرة للمشاركة في بعض الاعمال الإدارية والتعليمية لان الخطر الحقيقي في تكرار تلك الحوادث هو إهمال القائد والمركبة وإلزامهن بالحضور في الوقت المحدد خاصة مع تغيرات الأجواء في فصل الشتاء، كذلك يجب إيجاد قسم يتلقى كل ما يستجد ويعيق تنقلهن ويسبب لهن المعاناة اليومية لان تعيين المعلمة وإهمالها يجعلها تبحث عن مدرسة في موقع هجرتها وسط معاناة وخوف وتبحث عن سائق يتخبط وسط الطريق. لذلك نتمنى انشاء قسم خاص في الوزاره يتابع ظروف المعلمة من بداية التعيين الى ان يتم نقلها الى منطقتها.. ان الاهتمام بتلك المعلمة يعزز مكانتها ويريح نفسيتها ويجدد في عطائها، ان التعيين تكريم واهتمام ومتابعة لعملها ومسيرتها وتعاملها فهل ننظر نظرة اهتمام تخفف الخوف وتزرع الثقة والاطمئنان في تلك النفوس التي تخدم بلدها في كل موقع نتمنى. تربوية