(ضَـمِــير مَـكــي) تَـدمِــيــر المليَــارات! بقلم: عـبـدالله الجميلي قبل أيام طُـفْـتُ حول المسجد النبوي فَـصُـدمت بكارثة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فالمكان تفوح منه رائحة ومشاهد (تَـدْمِـير المليارات تتلوها المليارات)، فهناك أبراج وفنادق من ذات الخمسة نجوم تم إسقاطها أرضاً لصالح التوسعة الجديدة للمنطقة المركزية المحيطة بالحرم؛ وبعضها لم يمض على إنشائه إلا بضع سنوات شُـيّـدَت فيها على أنقاض تعويضات ومليارات، وهناك فنادق وأبراج أخرى أُزِيْـلَـت وما زالت في مرحلة البناء!! (ياه) هكذا ببساطة نهدم بمليارات، ونَـبْـنِـي بمثلها، ثم بأيدينا نُـكرّر هَـدمها، وهكذا دون رؤية أو تخطيط، فلا شيءَ إلا العشوائية والقرارات والاجتهادات الـوقْـتَـيّـة! وهنا (نعم) يبصم كلّ مِـن الماضي والحاضِـر والمستقبل وينطقون بشهادة حَـقّ على أن حكومتنا - حفظها الله - حريصة على توفير الـدعم والميزانيات المفتوحة للمدينة النبوية عموماً ولمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصاً، وعلى محاولاتها الدائمة لصناعة بيئة مريحة لزواره الكرام! ولكن مَـن قَـاموا على رسم الخطط ووضع التصورات المستقبلية لمشروعات التوسعة والتطوير في تلك المنطقة سابقاً ولاحِـقَـاً هم المتهمون بإهدار تلك المليارات، وهم الـمُـدَانُـون بتشريد أهل المدينة الطيبين دون أن يبحثوا عن بدائل لهم في ظِـلّ غلاء أسعار العقار والإيجار، وضِـعْـف مقابل التعويضات! وهم مَـن تسببوا في فَـقْـد آلاف من الشباب لوظائفهم في تلك الفنادق المُـزَالَـة دون أن يُـجهدوا أنفسهم بتأمين وظائف بديلة لهم ينفقون منها على أُسَـرِهم المسكينة! وأولئك بخططهم الفاشلة وقراراتهم الارتجالية كانوا السبب في خسائر قاسية وربما قاضية لطائفة من المستثمرين هناك، ولعل أقرب مثال (26 فندقاً ودار إيواء) تقع شمال الحَـرم حُـكِـمَ عليها الأسبوع الماضي بالفَـنَـاء في موعد أقصاه الأول من شهر رجب القادم، هذا القرار صَـدر هكذا فجأة بعد أن أتمّ المستثمرون فيها توقيع عقود إسكان موسمَـيّ العمرة ورمضان؛ وبالتالي سيتحملون تَـبِـعَـات تلك العقود وحدهم، أما التعويضات فستذهب لحسَـابات الهوامير مُـلاك تلك الفنادق والبِـنَـايَـات! أرجوكم ما فَـات مَـات أما (اليوم) فلابد من خطة سريعة للإنقاذ، وإيجاد حلول حقيقية وفاعلة لتلك الكوارث، أرجوكم أزيلوا (الضّـبَـابية) التي تحيط بتلك المشروعات وأعلنوا لأهل المدينة صورةَ مستقبل مدينتهم وأشركوهم في صناعة القرار؛ فهم مَـن يسكنون هناك، وهم مَـن يستقبل الزّوار! أخيراً سـألني الـعَـمّ ( أبو سامي) الطّـيّب وهو رجل كبير هَـرِم وغير مُـتَـعَـلّـم يا ولدي لماذا الـهَـدم؟! ألا يكفي لتوسعة الحرم زيادة الأدوار؟! فهو والله لا يكون مزدحماً إلا في رمضان وموسم الحَـجّ، فما رأيكم برأي أبي سَـامي؟! @aljamili