يتردد المرضى كثيرا قبل مراجعة المرافق الصحية في القرى والمناطق النائية، لأنهم يجزمون أنهم سيعودون منها كما ذهبوا وربما أسوأ، لافتقادها ــ على حد قولهم ــ للأجهزة والكوادر، مشيرين إلى أن معاناتهم تتفاقم خلال مراجعتهم للمستشفيات في المدن الكبرى، متمنين تدارك الوضع سريعا، بالاهتمام بالمرافق الصحية في المناطق، لأن ذلك سيوفر لهم العلاج ويضمد جراحهم ويخفف الضغط على المستشفيات في المدن الرئيسية. ووصف محمد علي الخدمات الصحية المقدمة في القرى والمناطق النائية بـ«المتدنية»، لافتا إلى أنها شكلية كوجود مستشفى أو مستوصف دون كوادر طبية، ما يفاقم آلام المرضى ويضاعف جراحهم، متمنيا تدارك الوضع سريعا وتزويدها بالأجهزة الحديثة والكوادر الطبية التي تمتاز بالكفاءة، للتخفيف على مستشفيات المدن من ضغط المراجعين والمرضى المتزايد عليها. وبين أن هناك مراكز صحية جرى الانتهاء من تشييدها وأخرى جرى استئجار مبان لها، إلا أن المرضى لا يزالون ينتظرون تشغيلها منذ فترة طويلة، نظرا لافتقادها كوادر طبية من أطباء وفنيين. وطالب فارس مرزوق المولد الجهات ذات العلاقة بتوفير احتياج المناطق النائية والقرى من المرافق الصحية، مشددا على أهمية تأهيل تلك المرافق بالكفاءات والأجهزة الطبية، لتسهم في علاج المرضى، الذين تتضاعف آلامهم وهم في طريقهم للمدن الكبرى لتلقي العلاج. وبين أن الدولة انفقت أموالا طائلة لتأهيل المستشفيات والمستوصفات في المناطق النائية والقرى، إلا أنها بقيت جسدا بلا روح على حد قوله، بسبب غياب الكوادر الطبية والفنية وهي الأهم من المباني. ورأى عون العتيبي من سكان مدينة الطائف أن معاناة المناطق النائية تكمن في «الندب» فمنذ سنوات طوال والتعيين في المنطقة فقط من أجل المباشرة ومن ثم المغادرة إلى مناطق أخرى، لافتا إلى أن غالبية مديري العموم مارسوا ندب موظفيهم إلى مناطق أخرى حتى أن المنتدبين ما بين فني وإداري. من جهته، أفاد محمد الدهاس أن الوضع يتطلب إعادة دراسة احتياجات مستشفيات المنطقة والقرى، بعد أن اصبح قطع مئات الكيلومترات لأهل هذه المناطق اعتيادياً للبحث عن الخدمة الطبية المتقدمة إما في المستشفيات الرئيسية داخل المملكة أو بالدول المجاورة، وتتكرر المشكلة منذ عشرات السنين فمستشفياتهم لا تستطيع تقديم الخدمة الطبية المناسبة والمواطنون لا يملكون سوى الشكوى التي تتكرر دائماً لكن الاستجابة ضعيفة. وطالب هتان فرحان وزارة الصحة بتوجيه الكوادر الطبية للمناطق حتى تسد العجز وتحويل الخدمات الطبية الكترونيا وتوفير المباني المتكاملة بالاجهزة الطبية الحديثة وتفعيل دور المراكز الصحية.