×
محافظة مكة المكرمة

أمانة جـدة تتبع مركبات النظافة «أليا»

صورة الخبر

لست مما يستبقون الأحداث، ولست قارئا جيدا للفنجان، ولا محبا للتكهنات، ولكن مؤمن تماما بأن العمل الجيد يبلغك الهدف، وهذا لا يأتي إلا بالتخطيط والمشاركة الفعالة من أصحاب القرار، ولا سيما إذا كانت لديهم رؤية ثاقبة ورسالة واضحة يسعون إلى تحقيقها.. ومن هذا المنطلق، فإني ألمس ذلك جليا في العلاقة المتناغمة بين الأمير عبدالله بن مساعد وأحمد عيد، فأنا أثق دائما بالفكر التي يتمتع به الأمير عبدالله ورؤيته للأمور من منظور الرجل الحكيم، في المقابل، أجد في الحكمة الصامتة التي يستحضرها أحمد عيد في مواجهته للانتقادات محورا آخر لا يقل أهمية عن محور الأول للنهوض بالرياضة السعودية وإعادتها للواجهة مرة أخرى.. فالتوافق العملي بين بن مساعد وعيد و«المتوقع نجاحه» نظير حرصهما المشترك على مستقبل المنتخب السعودي يمنحنا مساحة من التفاؤل، فتعاضدهما في هذه الفترة الحرجة تعاضد إيجابي يجعلنا أكثر إيمانا بإمكانية وقدرة صناع القرار في الرياضة على تجاوز المرحلة الصعبة وبداية مرحلة جديدة تقوم على استراتيجية محددة الأهداف. ففي تقاربهما حماية للمنتخب من العمل الفردي والاجتهادات الخاطئة والضغوطات الجماهيرية والإعلامية بدافع استعجال للنتائج، وهذا ما عانت منه الكرة السعودية في السنوات العشر الأخيرة. قد يرى البعض بأن إحضار المدرب كوزمين كمدرب طوارئ «على طريقة ناصر الجوهر» ولمدة شهر في ظل قرب مشاركة قارية، لهو أمر معيب بحق الكرة السعودية وتاريخها الطويل، فبعد كارلوس بيريرا وريكارد أصبحنا نقبل بأنصاف الحلول ونقبل بإعادة مدربين القطعة بمعدل كل مشاركة 5 ملايين والحسابة بتحسب. بينما أرى أن هذا الخطوة خطوة موفقة وعقلانية في سبيل إعادة صياغة المنتخب بخطة عمل طويلة المدى، وبإشراف أجهزة فنية موحدة تبدأ من بعد نهائيات كأس آسيا وتضع نهائيات كأس العالم 2018 هدفا استراتيجيا لها. وأمام الخيارين نحن يجب أن نعرف ماذا نريد فإذا كنا نريد أن نصنع منجزا أو استعادة أمجاد، علينا أن نتجنب كل تلك الحسابات، وأن لا نتعامل مع الواقع بفرضيات وهمية، وإنما ينبغي علينا أن نتعامل معها بذكاء شديد بعيدا عن المزايدات العاطفية، فمن الممكن أن تخسر بطولة ولكن المهم أن لا تخسر منتخبا، فطالما نحن نبحث عن إعادة بناء الكرة السعودية، فيجب علينا أن نتحمل قسوة بعض القرارات التي يجب أن تتخذ، فالمنتخب السعودي لم يعد بذلك المنتخب الذي من الممكن أن تراهن عليه في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، فسواء دربه كوزمين أو أحضر مورينهو، فإن المنافسة باتت صعبة في ظل تطور المنافسين وتراجع منتخبنا، ومتى ما أدركنا هذه المسألة، فإننا نسير على الطريق الصحيح ولكن علينا أن لا نكابر ونأتي للمشاركة ونحن متصورون بأننا لا نزال أبطالا لآسيا، فبهذا الشعور لن تستطيع أن تحقق شيء وربما تكون الخسارة بمثابة انتكاسة أخرى تضاف للانتكاسات السابقة. فالمصارحة مع النفس مهمة والاعتراف بمردودك داخل الملعب أهم، لذا فإن قرار إحضار مدرب لمدة شهر كان موفقا جدا، لكن شريطة أن نبدأ مرحلة جديدة، أما الكأس الآسيوية فإن أدى المنتخب وحقق نتائج إيجابية يشكر عليها وإن لم يوفق.. فموعدنا 2018..