في خضم الضربات القاصمة التي يتلقاها تنظيم داعش، من قبل طائرات التحالف الدولي، والجماعات المسلحة في سوريا والعراق، لجأ التنظيم لسلاح جديد أطلق عليه خبراء مصطلح "الذئاب المنفردة". وأشار مراقبون في تفسيرهم لهذا المصطلح، إلى الدعوة التي أطلقها أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم "داعش" في سبتمبر الماضي، والتي حث فيها إلى استنفار أي مقاتل أو نصير، استعدادًا لمواجهة التحالف الدولي. ووصفت هذه الدعوة التي بأنها استنهاض لما يُعرف بـ"الذئاب المنفردة"، حيث رأى المراقبون أن عملية احتجاز الرهائن التي حدثت في مقهى بسيدني الأسترالية، تأتي استجابة لها. ويُعرف مصطلح "الذئاب المنفردة" بأنه تكتيك تلجأ له التنظيمات الإرهابية عندما يتم تضييق الخناق عليها، ويعني قيام شخص أو مجموعة، لا يخضعون لها تنظيميًّا، ولكن يؤمنون بأفكارها، بالتخطيط والتنفيذ لبعض العمليات الإرهابية استنادًا إلى إمكاناتهم الذاتية. ويقول الباحث في مجال مكافحة الإرهاب جاسم محمد، إن شبكات العمل المنظمة على الأرض، تكون أكثر سهولة في متابعتها أمنيًّا من تلك التي تعتمد على "الذئاب المنفردة"، وفقًا لوكالة أنباء "الأناضول". واستطرد الباحث في سرد عددٍ من الحوادث التي كان من بينها قيام المواطن الكندي مايكل زحاف بيبو، بقتل جندي، وإطلاق النار داخل البرلمان بالعاصمة الكندية أوتاوا في أكتوبر الماضي، فيما لم تحدد التحقيقات التي تجريها السلطات الكندية إلى الآن ما إذا كان مطلق النار قد تصرف على نحو منفرد، أم تلقى الدعم بشكل أو بآخر في التخطيط لهجومه؟ وهو على الأغلب ما سيحدث في واقعة احتجاز الرهائن في سيدني. وجاء الحادث بعد يومين من قيام شخص، ومتعاطف مع جهاديين، بحسب وسائل إعلام كندية، بدهس اثنين من الجنود الكنديين؛ ما أدى إلى مقتل أحدهما في إقليم كيبك، شرقي البلاد، قبل أن يتم قتل المهاجم. ويقول محلل الشؤون الدفاعية "كون كوجلن" بصفحة التحليلات بصحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، إن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل. ويقول كوجلن إن مراقبة نشاط الأفراد أمر أكثر تعقيدًا، خاصةً بعد الضغوط التي يتعرض لها السياسيون في أوروبا والولايات المتحدة لكبح جماح أجهزة المخابرات في التجسس على الأفراد. ويؤرخ المهتمون بملف الحركات الجهادية إلى عام 2001 كبداية لبزوغ تكتيك "الذئاب المنفردة"، الذي يتم اللجوء إليه عندما يعجز التنظيم المركزي على توسعه نشاطه، للتضييق الأمني.