توج فيلم «دالتو» لعصام دوخو، من الكلية متعددة التخصصات في مدينة ورزازات المغربية، بجائزة أحسن فيلم لمسابقة الأفلام القصيرة، الخاصة بطلبة مدارس السينما بالمغرب، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وعرفت التظاهرة عرض 10 أفلام قصيرة لطلاب مدارس السينما في المغرب، تنافست على جائزة المهرجان الخاصة بهذه الفئة. وتدخل مسابقة سينما المدارس في سياق تقليد دشنه المهرجان قبل 4 سنوات، يقوم على انتقاء 10 أفلام قصيرة للتباري على الفوز بجائزة قيمتها 300 ألف درهم (نحو 28 ألف يورو)، منحة من الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس مؤسسة مهرجان مراكش؛ على أن يخصص المبلغ حصرا لإنجاز فيلم قصير ثان للفائز، يتعين تقديمه للمؤسسة، 3 سنوات بعد التتويج، على أقصى تقدير. وكان الأمير مولاي رشيد، قد كتب في تقديم دورة هذه السنة: «لا يصير رهان المهرجان مكتملا من دون سينما المدارس، حيث نعول، بشكل خاص، على تمكين شبابنا في هذا العرس السينمائي، بشكل يرفع تحدي سينما مغربية جيدة». وتبارت في دورة هذا العام أفلام «1920» لياسين كعمر، و«دالتو» لعصام دوخو، و«دمى» لمحمد الودغيري، و«خارج المدينة» لريم مجدي، و«فابولاري» لدلال الطنطاوي العراقي، و«وداعا السينما» لمعدان الغزواني. و«ليلى» لأحمد المسعودي، و«الحذاء» لمريم بنهدي، و«نفس الحياة» لإدريس التباع، و«فكر قبل أن تنقر» لأيوب زيان. وينتمي الطلبة المشاركون في المسابقة إلى «معهد الفن والإعلام» بالدار البيضاء، و«الكلية متعددة الاختصاصات» بورزازات، و«كلية الآداب والعلوم الإنسانية» بمراكش، و«المدرسة العليا للفنون البصرية» بمراكش، و«المعهد المغربي للمسموعات والمرئيات والصحافة» بالدار البيضاء، و«كلية الآداب والعلوم الإنسانية» بتطوان، واستوديو (إم) بالدار البيضاء. وأعلن عن الفائز من طرف لجنة تحكيم، ترأسها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، وضمت في عضويتها المخرجة وكاتبة السيناريو الأميركية زو كاسافيتش، والممثلة الفرنسية أنا جيراردوت، والممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ، والممثلة والمخرجة الفرنسية الإيطالية - المصرية إليسا صيدناوي، والممثل الفرنسي غاسبار إيليال. وأعرب سيساكو، الذي عرض له المهرجان فيلم «تمبوكتو»، خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، فضلا عن مهمته كرئيس للجنة تحكيم سينما المدارس، أن لمهمته على رأس لجنة التحكيم «وقعا خاصا» في نفسه، حيث عاد، في لقاء مع الصحافة، إلى الوراء، قائلا: «أنا، أيضاً، تلقيت تكويني في مدرسة للسينما بموسكو، كنت محل تحكيم، واليوم، أنا من يصدر الحكم». وشدد سيساكو على أنه لا ينبغي التعامل مع رأي لجنة التحكيم كحكم قاطع، لأن المطلوب أساسًا منها هو اكتشاف مواهب جديدة وتسليط الضوء عليها، وأن يحدث ذلك في مهرجان كبير، فهذا ربح كبير بالنسبة للسينمائي الشاب. واعتبر سيساكو أن مجرد اختيار فيلم قصير للمشاركة في المسابقة هو «تشجيع للشباب الواعد في القطاع»، كاشفا أن اللجنة سعدت في هذه الدورة باكتشاف أفلام جميلة. وعن معايير تقييم الأفلام المتنافسة في هذه الفئة، قال المخرج الموريتاني إن الأمر يتعلق، بالنسبة إليه، برصد مدى تمكن المرشح من الجمع بين البساطة والقوة، والوقوف بدقة على ما يسعى المخرج إلى قوله. لكنه نبه، في المقابل، إلى أنه لا يبحث شخصيا عن فيلم كامل، لأن «الكمال غير موجود أصلا»، بل يهتم أساسا بـ«المقاصد المعبر عنها من لدن المخرج، مع حد أدنى من الإتقان، الذي يمكن من إيصال الرسالة».وأبرز سيساكو أهمية مسابقة سينما المدارس في النهوض بالسينما المغربية وتعزيز انفتاحها على التجارب الأخرى، من خلال طلاب سينما بمواهب واعدة. وأضاف: «السينما ليست سهلة. يتعين التحلي بالشجاعة لاختيار هذه المهنة، مع التزام الصدق، لكن حين نؤمن بشيء، فإن باستطاعتنا جعله ممكنا».