بعد سلسلة من التراجعات الحادة، في أسهم شركات البتروكيماويات السعودية، التي عصفت بمؤشر سوق الأسهم المحلية في البلاد، باتت عملية ضم أسهم البنك الأهلي التجاري لحركة المؤشر العام، خطوة بالغة الأهمية للتقليل من تأثير أسهم شركات البتروكيماويات على مؤشر السوق النهائي. وتتصدر أسهم قطاع البتروكيماويات في السوق المالية السعودية، وتحديدا سهم شركة «سابك»، قائمة الشركات الأكثر تأثيرا على مؤشر السوق، بينما حاولت أسهم البنوك وسهم شركة الاتصالات السعودية، الحد من حجم التراجعات الحادة لسوق الأسهم السعودية خلال الفترة الماضية؛ حيث تراجع مؤشر السوق النهائي خلال 3 أشهر بنحو 27 في المائة، بينما خسر قطاع الصناعات البتروكيماوية ما نسبته 35 في المائة؛ مما يعني أن هنالك أسهما قيادية في قطاعات أخرى كانت أقل حدة من حيث التراجعات. ومع إغلاق تعاملات سوق الأسهم السعودية، أول من أمس، فإن القيمة السوقية للبنك «الأهلي التجاري» بلغت 113 مليار ريال (30.1 مليار دولار)، بينما تراجعت القيمة السوقية لبنك الراجحي إلى 88 مليار ريال (23.4 مليار دولار)، يأتي ذلك في وقت تراجعت فيه القيمة السوقية لبنك «سامبا» إلى مستويات 46.8 مليار ريال (12.4 مليار دولار). وعلى صعيد قطاع الصناعات البتروكيماوية، فقد تراجعت القيمة السوقية لسهم شركة «سابك» إلى مستويات 244.6 مليار ريال (65.2 مليار دولار)، كما تراجعت القيمة السوقية لسهم شركة «سافكو» إلى مستويات 47.5 مليار ريال (12.6 مليار دولار)، بينما تراجعت القيمة السوقية لسهم شركة «كيان» إلى مستويات 16.6 مليار ريال (4.4 مليار دولار)، كما تراجعت القيمة السوقية لسهم شركة «ينساب» إلى مستويات 25.3 مليار ريال (6.7 مليار دولار). بينما ما زال سهم شركة الاتصالات السعودية يحافظ على مركزه كثاني الأسهم الأكثر تأثيرا في سوق الأسهم السعودية عند مستويات 128 مليار ريال (34.1 مليار دولار)؛ حيث تراجعت القيمة السوقية لسهم الشركة بشكل ليس كبير، على الرغم من التراجع الحاد لمؤشر سوق الأسهم السعودية. ولعبت تراجعات أسعار النفط دورا مهما في الضغط على أسهم قطاع الصناعات البتروكيماوية؛ مما قاد إلى الضغط بشكل كبير على مؤشر السوق النهائي؛ مما قاده للتراجع بنسبة 27 في المائة خلال 90 يوما فقط، وهو التراجع الأكثر حدة منذ أكثر من 3 سنوات في سوق الأسهم السعودية. وتأتي هذه التغيرات في القيمة السوقية للشركات الأكثر تأثيرا في سوق الأسهم السعودية، عقب تقرير تفصيلي آخر أعدته «الشرق الأوسط» قبل 4 أسابيع، إذ كانت القيمة السوقية لسهم شركة «سابك» حينها عند 310 مليارات ريال (82.6 مليار دولار) بحسب إغلاق سعر السهم في تعاملات سوق الأسهم السعودية، حينها، بينما كانت القيمة السوقية، لسهم شركة «الاتصالات السعودية» بقيمة 137.6 مليار ريال (36.6 مليار دولار)، في حين بلغت القيمة السوقية لسهم مصرف الراجحي حينها نحو 104 مليارات ريال (27.7 مليار دولار)، بينما بلغت القيمة السوقية لبنك «سامبا» نحو 57.59 مليار ريال (15.3 مليار دولار). يشار إلى أنه باتت تقلبات أسعار النفط مصدر قلق لكثير من الدول المنتجة، حيث تبني الكثير من هذه الدول ميزانياتها السنوية وفقا لتقديرات سعرية معينة لبرميل البترول، إلا أن تراجع الأسعار بصورة مفاجئة قد يكون تحديا كبيرا أمام الحكمة المالية والاقتصادية للدول المنتجة. رغم ذلك، فإن السعودية بدورها تعتبر من الدول القليلة في العالم قدرة على بناء ميزانيتها السنوية بعيدا عن شبح العجز الكبير، حيث نجحت المملكة في السنوات الـ5 الماضية في وضع تقديرات مناسبة لأسعار البترول، مما نتج عنه فوائض مالية سنوية تمت إضافتها للاحتياطات النقدية للبلاد، كما تم ضخها في الكثير من المشاريع التنموية والحيوية. وتشير تقديرات أولية إلى أن متوسطات سعر برميل خام برنت خلال عام 2014 يقف عند مستويات 98 دولارا، حتى الآن، وهو رقم يزيد بطبيعة الحال على تقديرات الميزانية السعودية للعام الحالي، حيث رأى مختصون أن السعودية قدّرت سعر برميل النفط خلال هذا العام عند مستويات 85 دولارا تقريبا، إلا أن معدلات الإنتاج اليومية ما زالت هي الفيصل في هذا الموضوع.