×
محافظة المنطقة الشرقية

احذر مصيدة السؤال.. «لا يستفزونك»!

صورة الخبر

على هامش احتفالات اليوم الوطني الثالث والثمانين، وفي مساء يوم الثلاثاء (24/9/2013م)، كرمت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أحد رجالات الوطن الكبار: معالي الأستاذ سليمان بن سعد الحميد عضو مجلس الشورى الحالي ومحافظ التأمينات الاجتماعية السابق. بداية أحب أن أوضح بأني لا أجيد فن المديح ولا أحبه ولم يسبق لي أن مدحت أحدا له علاقة في عملي، لكن وبعد أن ترجل الرجل من التأمينات الاجتماعية وصار يعمل في موقع آخر، أكتب هذه الكلمات الصغيرة في حق رجل كبير عرفته عن بعد.. إنه ابن المؤسسة البار التي عمل فيها منذ عام 1395 وحتى 1434 هـ.. وتدرج في السلم الوظيفي من موظف صغير حتى وصل إلى قمة السنام كمحافظ، أي عمل في المؤسسة التي أحبها قرابة (40) سنة، وكمحافظ تقريبا (18) سنة. وبالتالي فهو من الخبراء الكبار في صناديق التقاعد والتأمينات على مستوى العالم. له بصمته الواضحة في بناء مؤسسة عملاقة قدمت وتقدم الرعاية الإنسانية والتقاعدية لأهل القطاع الخاص وبعض عمال الحكومة، وكانت سباقة في تقديم الخدمات الإلكترونية. في يوم تكريمه تحدث بصراحة كعادته وهو الشفاف والحريص على إنجازات وأموال المؤسسة، خاصة أن صندوق المؤسسة يعتمد على حصة اشتراكات المشتركين وعوائد الاستثمار. وأبو سعد (وهي الكنية التي كنا نناديه بها دائما) حتى وهو في تكريمه قال: إن «التأمينات» لا تعمل بقاعدة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». وهذا هو الأسلوب العلمي في الإدارة، أصرف من خلال ما هو موجود أمامك ووفقا للدراسات الاكتوارية / المالية، من أجل الحفاظ على ديمومة الصندوق وحق المشتركين والأجيال القادمة، وهو الرد على الذين يطالبون دائما برفع الحد الأدنى للمعاشات بدون علاج الخلل في الأجور وتشريع الحد الأدنى للأجور. هنا يجب أن تدار تلك الصناديق بعيدا عن القرار والكلام العاطفي.. فهو صندوق لكل المشتركين، وسوف يستلم كل مشترك معاشا على قدر ما دفع من اشتراكات.. وأذكر في لقاء دوري في عسير. في سؤال عن توزيع استثمارات المؤسسة في كل مناطق المملكة أنه قال ما معناه: إن (التأمينات) ليست جهة تنموية توزع أموالها هنا وهناك ولكن نحن نبحث عن العائد الاستثماري الأكبر. وقال أيضا إن للتأمينات الاجتماعية مسؤولية اجتماعية، كنا نقدر نستثمر (اكتتاب) في شركة اتصالات ما، حيث كان مقررا لنا (5%) من الأسهم، ولكن كنا نرى أن الاستثمار فيها غير مجدٍ، بسبب تشبع السوق وارتفاع قيمة رخصة تلك الشركة، ونقدر نكسب (100%) كمضاربين ولكن كانت رسالتنا غير المباشرة للمستثمرين بعدم الاستثمار فيها، برفضنا الاكتتاب، وبالفعل خسرت الشركة المذكورة وتبخر بعض رأس المال فيما بعد.. بلا شك، الأستاذ سليمان كان يعمل ضمن فريق، ومع كوكبة من المساعدين والمديرين والموظفين بعدد لا يقل عن 3000 موظف، وفي مؤسسة تعج بالكوادر الوظيفية الخطيرة بل تعرف بأنها مصنع للوزراء. وهذا نتاج سياسة المؤسسة في التدريب والتثقيف والابتعاث التي تسير عليها منذ البدايات. هي تحية صغيرة لأبي سعد وهو الآن يعمل في ثغر من ثغور الوطن/ المجال التشريعي الذي نأمل أن ينعكس على نوعية الخدمات التأمينية والتقاعدية وهو الخبير في ذلك.