×
محافظة عسير

"عسل ألمع" يستقطب الشباب

صورة الخبر

يأمل الجيش الأوكراني والمتمردون الموالون لروسيا البدء قريبا بسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة لإقامة منطقة عازلة بعرض 30 كيلومترا في شرق أوكرانيا فور التأكد من قابلية الهدنة للاستمرار، التي بدا أمس أنه يتم التقيد بها بشكل عام. وساد هدوء غير معتاد صباح أمس في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، التي نقلت تأكيد عدة أشخاص موجودون على خطوط الجبهة أنه تم الالتزام بالهدنة عموما. وفي بيسكي البلدة الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية قرب مطار دونيتسك كان المتمردون يطلقون بشكل متقطع النار بالأسلحة الخفيفة لكن «نادرا بالأسلحة الثقيلة»، كما قال ماكسيم المتطوع في مجموعة «برافي سيكتور» شبه العسكرية. وعلى مقربة من بيسكي في توتينكي قال ميكايلو، قائد وحدة من الدبابات الأوكرانية، إن «الهدوء ساد في الساعات الـ24 الماضية». وفي منطقة لوغانسك الانفصالية المجاورة توقفت النيران منذ 24 ساعة في مدينتي ستانيستا لوغانسكا وشتشاستيا اللتين شهدتا معارك عنيفة في الأسابيع الماضية بحسب مسؤولَين محليين تحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية. وهي الهدنة الرابعة خلال 8 أشهر ويفترض أن تؤدي إذا صمدت إلى سحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة لإقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم. وأوضح المتحدث العسكري الأوكراني أندري ليسنكو أن «سحب الأسلحة الثقيلة قد يبدأ عندما يتم احترام نظام وقف إطلاق النار من قبل كل الأطراف. وإذا مر يوم واحد من دون أي طلقة سنتمكن من البدء». من جهته أكد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن القوات الروسية موجودة في ديبالتسيفي في منطقة دونيتسك بناء على طلب كييف للمشاركة في «تخفيف تصعيد الوضع» إلى جانب مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ودخول هذه الهدنة الجديدة حيز التنفيذ الثلاثاء كان يفترض أن يتزامن مع مفاوضات سلام تجري في مينسك، لكن هذه المحادثات الأولى منذ ثلاثة أشهر أرجئت. وقال أندريه بورغين، وهو أحد المسؤولين الانفصاليين، الأربعاء، لوكالة الصحافة الفرنسية إن المفاوضات يرتقب أن تجري الجمعة، لكن المحادثات حول موعد ومكان اللقاء لا تزال جارية. وكان المسؤول الانفصالي الآخر دنيس بوشيلين أفاد الثلاثاء بأن اللقاء عبر الدائرة المغلقة الذي يفترض أن تعقده مجموعة الاتصال التي تضم ممثلين عن كييف والانفصاليين الموالين لروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتحديد موعد جديد للمفاوضات أرجئ إلى إشعار آخر. وقال إن الانفصاليين يطالبون بأن تتناول المفاوضات خصوصا «رفع الحصار الاقتصادي» عن المنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين التي أوقفت كييف تمويلها بالكامل، وأضاف أن «الموعد يمكن أن يحدد ما إن نتفق على جدول أعمال» هذا اللقاء. وأعلن ليسنكو من جهته أن «المفاوضات تتواصل. لم يتقرر شيء في الوقت الراهن» حول موعد اللقاء في مينسك. والنقاط الأخرى تتعلق بسحب الأسلحة الثقيلة وتبادل سجناء، وكذلك تطبيق قانونين أوكرانيين ينصان على إصدار عفو عن بعض المقاتلين المتمردين وإعطاء المزيد من الحكم الذاتي للمنطقة الخاضعة لسيطرتهم بحسب ما قال بوشيلين. وهذه النقطة الأخيرة تشير إلى تحول في موقف المتمردين الذين رفضوا هذا الاقتراح القانوني من كييف في سبتمبر (أيلول)، معتبرين أن القانون الأوكراني لا يطبق في «الجمهوريتين» المعلنتين من جانب واحد. وهذا التغيير في الموقف قد يعكس سياسة روسيا الجديدة التي أثار دعمها المعلن للمتمردين أزمة غير مسبوقة في علاقاتها مع الغرب وألحقت بها خسائر اقتصادية فادحة. وحتى ألمانيا البلد الأكثر تأييدا حتى الآن لمواصلة الحوار مع موسكو غيرت من لهجتها. ويتزامن ذلك مع تطورات روسية داخلية، إذ تراجعت شعبية الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا لدى الروس في 2014 في غمرة الأزمة الأوكرانية. وتراجع الشعبية هذا حيال الغربيين والأوكرانيين يأتي على أثر أشهر من الانتقادات الحادة التي توجهها الطبقة السياسية الروسية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين ضد كييف وبروكسل وواشنطن مدعومة بوسائل الإعلام الروسية. وفي استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أكد ثلاثة أرباع الروس أنه بات لديهم رأي سيئ أو سيئ جدا حيال الولايات المتحدة، بينما لم يكونوا سوى 44 في المائة في يناير (كانون الثاني)، بحسب معهد ليفادا الروسي المستقل. وبالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي تبين أن ربع الروس يقدرونه فقط، مقابل ضعف هذا العدد في بداية العام. وقال روسي واحد من أصل كل ثلاثة إن لديه رأيا جيدا أو جيدا جدا حيال أوكرانيا التي تتهم روسيا بدعم حركة التمرد المسلحة الانفصالية في شرق البلاد. وفي بداية العام كانت نسبة الذين يقدرون جارهم الأوكراني تشكل الثلثين. ويبقى الروس منقسمين حيال انعكاس العقوبات التي فرضها الغربيون على سياسة الكرملين: 47 في المائة يعتبرون أنه يمكن أن يكون لها تأثير على قرارات موسكو، في حين رأى 46 في المائة أنه لن يكون لها أي تأثير. وتبنت روسيا لهجة مناهضة للغرب منذ بداية الأزمة وكثف مسؤولوها انتقاداتهم ضد الغربيين وأوكرانيا. وبدوره، دعا رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الروس إلى التحلي بالصبر بعد تضررهم الشديد من انهيار قيمة الروبل، مؤكدا أن سعر العملة الروسية سيرتفع من جديد. وبسبب العقوبات الغربية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية ثم مؤخرا انخفاض أسعار النفط، خسر الروبل هذه السنة نحو 40 في المائة من قيمته مقابل الدولار ونحو ثلث قيمته مقابل اليورو مما أثار مخاوف لدى المدخرين. وقال ميدفيديف في مقابلة مع القناة التلفزيونية العامة: «يجب عدم الاستسلام للهستيريا. يجب التسلح بالصبر وأن نرى كيف تطور الوضع في مثل هذه الحالات» في الماضي. وأضاف: «في عامي 2008 - 2009 عند ضعف الروبل بشكل كبير هرع قسم من السكان إلى مكاتب الصرف لتحويل الروبل إلى عملات أجنبية لكن في نهاية المطاف ارتفع سعر الروبل من جديد». وتابع أن «الذين أودعوا أموالهم بالدولار أو عملات أخرى خسروا أموالا». واعترف بأن تراجع العملة الحالي له آثار سلبية وتضخم يفترض أن يتجاوز 9 في المائة في 2014. وخسرت العملة الروسية نحو ربع قيمتها الشهر الماضي، ما بعث مخاوف من حصول حركة هلع بين المدخرين. وهي تواصل تراجعها منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي.